عزيزتي الجزيرة من خلالك أيتها العزيزة أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من كان همه الوطن وأبناء الوطن، ويدل ذلك على صدق الإحساس وتحرك الوجدان والشعور، فأبناء الوطن وشبابه هم مستقبله وحضارته ورقيه فإليهم في الغد سيسند الأمر إذاً لا بد أن نعدهم إعدادا يجعلهم أهلاً للقيادة والعمل بمختلف المجالات، وحيث إن السعودة في التوظيف مدار الحديث هنا لا بد أن نعود إلى المقال الرائع (حلم السعودة) الذي كتبته الأخت سلوى أبو مدين في صفحة الرأي بجريدة (الجزيرة) الصادرة يوم الأربعاء 19-10-1425هـ العدد (11752) فهو الدافع الذي شدني لأكتب من خلال التجربة التي خضتها عن واقع السعودة فالشباب لهم طموح يتجاوز أهداف وخطط أهل الخبرة الذين يعانون من خلال التجربة على أرض الواقع من تدني مستوى شباب اليوم بل أغلبهم إن صح التعبير في الطاقة الإنتاجية، بل إن بعض المصانع تقوم بتأهيل الشباب على أرضها ليعمل لديها فتجد أن جهودها وما بذلت من عطاءات قد ذهبت برفقة أولئك الشباب الذين لم يقدموا حتى كلمة اعتذار تشفع لهم، إنني من خلال بحثي ودراستي الموضوع على أرض الواقع الذي رأيته ولمسته من شبابنا هداهم الله وأصلح شأنهم خرجت بالنتائج الآتية:
1- معاناة القطاع الأهلي من إهمال أغلب الشباب لمواعيد العمل وعدم الانضباط بوقت الحضور والانصراف.
2- كثرة الغياب بدون مبرر شرعي، وتجد أن لديهم من الأعذار الوهمية في الغالب ما يكفي لفصلهم إن لم ينقطعوا فجأة عن العمل كما جرت العادة لدى بعضهم.
3- الوظيفة لم تعد لها قيمة بالنسبة لشباب اليوم فمع صعوبة الحصول عليها نجد أن أهميتها شبه معدومة لدى غالبية الشباب.
4- يشكو غالبية الشباب السعودي قلة المرتبات التي يقدمها القطاع الخاص لهم وهذا أمر وارد فكيف سيتفاعل هذا القطاع مع موظفيه إذا فقدت الثقة وكيف سنتفاعل مع شباب فقد أمان انضباطهم واستمرارهم في الأعمال المنوطة على عواتقهم.
5- سعودة الوظائف لا يختلف اثنان على ما لها من مردود ايجابي على الاقتصاد الوطني وهذا لا يعني انعدام السلبية التي يسببها الموظف والتجربة الشخصية لدينا من خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر وظفنا أكثر من عشرة شباب سعوديين الموظف تلو الآخر بمرتبات جيدة ونسب عالية إلا أننا لا زلنا نعاني المشكلة نفسها عدم الثبات والانضباط في العمل كثرة الأعذار.
6- توافر جميع متطلبات الشباب وعدم حاجتهم لأنفسهم، وتأثرهم بالمظاهر السلبية وجدت أنه من أهم القيم التي تقلل شأن مشقة الحياة في نظرهم، فما هو الدافع للعمل إذا؟
7- سوء التوجه والتوجيه فالنظرة عكس الواقع، فتجد مبررات غير مقنعة لأسباب ترك الشاب وظيفته التي عمل بها بقناعته وبدون أي ضغوط
إنني لست هنا ضد السعودة لا والله.. بل أجد سروري عندما أرى أبناء وطني في ساحة العمل في مختلف المجالات وشتى الميادين، ومن المؤسف تعثر سير السعودة الذي نعايشه، فالكل يشكو الآخر، أصحاب العمل يشكون، موظفو القطاع الخاص يشكون، وهنا لا بد من وقفة جادة مع الطرفين لكي نصل إلى غاية يطمح إليها الجميع نعم.. فالهدف لا بد أن يكون سامياً ولن نصل إلى المراد الذي نرجو بدون صبر وتعاون مشترك من الجميع لكي نواجه هذه الأزمة ونحتويها..
فالسعودة قصد بها غاية نبيلة لا نريد أن نتوقف دونها.. قصد بها مصلحة عامة مشتركة تربط بين الوطن والمواطن في ميدان العمل إن العقبة بسيطة عندما نتفهم الوضع ونعيد النظر والدراسة بدون أن نعطل العمل ونبث الشكوى
أسال الله للجميع التوفيق.
حمد بن عبدالرحمن الشيحان
|