الفن المسرحي نوع راق من الفنون له أبطاله ومخرجوه والأساس فيه هو القصة أما (مسرحية الحياة) تمشي وتدور أحداثها كما يحلو لكل شخص فيها فهو المؤلف والمخرج والبطل.
مسرحيتنا يبدأ عرضها من بداية السفر، كلٌ حالم محلق في البلد الذي سوف يزوره وبذهنه ما سمعه من صديق أو شخص ما وما قرأه عن هذا البلد، هل سيتطابق الخيال مع الواقع أم أجمل؟ في فصول مسرحيتنا البعض يضع قناعاً منذ بدأ السفر وحتى نهايته ليعيش بشخصية مختلفة والآخر يخلع قناعاً عاش به طوال حياته ليصبح على طبيعته، نجد اختلافاً في الشخصيات يؤدي الى تنوع في الأدوار تبهر من يتفرج وتجعله يتساءل ما النهاية وكيف ستكون ان للسفر فوائد عديدة كلنا يعلمها منذ القدم وقد قالوا قديما (في السفر سبع فوائد) فنجد من يجعل من السفر فرصة للراحة والاستجمام بين احضان الطبيعة وآخر يروي عنده حب الاستطلاع أو الاستكشاف وهؤلاء ليأتوا بحكمة مفيدة وأولئك يكتسبوا عادات الشعوب المختلفة وكثيراً مما لا حصر له من فوائد السفر. العجيب في هذه المسرحية هي وصف كل من شخصين ذهبا الى بلد واحد فتجد من يذم فيها ويقول سكر وفجر وآخر يقول مساجد وتقوى كلاهما صادق والسبب يفسره ما حدث في عهد عمر بن الخطاب حين استفسر عن أحوال الشام من الوفود القادمة فذكروا كلاماً يخالف بعضه ولم يكذب أحداً فكل بحسب المكان الذي بحث عنه تحدث. في قديم الزمان مثلا كان العلماء يعرضون حياتهم للخطر مقابل رؤية جديدة لبلاد غريبة ويبذلون كل غال ونفيس في تحقيق ذلك الحلم فقد كان البعض يحاول اكتشاف بلاد جديدة لم يوجد لها موقع على الخريطة مثل العالم (كولمبوس) الذي مات وهو لا يعرف انه اكتشف امريكا الجنوبية فلم تكن رحلته سدى وإنما أتت بفائدة عظيمة.
أتمنى بجانب وجود السفارات المتعددة في كل بلد عربي أو غربي ان يكون الإنسان سفيراً لبلده ممثلاً عادات شعوبه وينقل حضارتها ويعود الى بلده بحضارة تزيد من تألقها وازدهارها اكثر فأكثر ولا يكون ذلك إلا باحترام الإنسان لنفسه كي يحترمه الآخرون، ويحضرني هنا مثل إسباني (إذا أردت أن يحترمك الآخرون يجب أن تحترم ذاتك أولا).. أرجو أن تلتقط الصور في أسفارنا ورحلاتنا بأعيننا وأن نحمضها بأفكارنا ونرى ما لايراه الآخرون محقين فيما نصف دون زيادة أو نقصان مسقطين الأقنعة في أسفارنا ليضيء فلاش العين فتظهر طبيعتنا السوية.
|