Sunday 5th December,200411751العددالأحد 23 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شعر"

ارتداد الصورة ارتداد الصورة
سعد البواردي

انطفئي يا شمعة شعري
لم تُبق لنا غير رماد..
انكفئي يا نبتة نثري
لم تُبق لنا غير قتاد
يوم وُلدنا كان لنا صرخهْ
يوم وُجدنا جاء لنا صرعه
بالأمس لنا ذكرى..
(عمر).. و(صلاح الدين)
واليوم لنا قهر..
(شارون) و(رابين)
بالأمس لنا حلم (فلسطين) و(حطين)
واليوم مجرد (فلس)
تعقبه جملة (طين)
بالأمس لنا علم
تسنده فينا إراده
واليوم بنا وهم
وهن يلقمنا زاده
بالأمس لنا مثل
للعزة تحدونا..
واليوم لنا مثلاً
(مادونا) و(مرادونا)
بالأمس لنا حب
يسكن أعماق الناس
واليوم بنا حرب
تكتم فينا الأنفاس
بالأمس تغنينا بالوحده
واليوم تشرذمُنا هو الباقي وحده
بالأمس على حاجه
كنا كرماء..
واليوم على مال طاغ
أمسينا لؤماء..
بالأمس لنا حين يُضارُ المدنف نخوه
واليوم تباعدُنا عن رحمتنا جفوه
البيت الواحد فينا فرقه..
خصام وانفصام ومشقه
بالأمس لنا صوت يملأ كل الدنيا
واليوم لنا صمت تهزأ منه الدنيا
أكثر من بليون(1) ! ماذا؟!!
قد أضاعوه ملاذا!
أهملوا الحق فضاعوا..
واستهانوا فأضاعوا..
شمعة شعري انطفأت
أبقت للخدين دموع
نبتة نثرى انكفأت
يطعمها في الحرقة جوع
ماذا تجدي الشمعة
عند كتاب لا يُقرأ؟!
ماذا تجدي النبتة
حول أوارٍ لا يطفأ؟!
نحرث في البحر!!!
نحفر في وجه الصخر!!!
حتى لو حرثنا وحفرنا
ترتد إلينا الأقلام أسيره
ترتد إلينا الأقدام حسيره
عالمنا الواسع والضيق!
عالمنا المزري والشيق!
قال لنا: (نحن هنا
أنتم لنا.. أنتم لنا
جئنا لكموا بالحرية!
بالحربة بالحرب الدموية
أطعمناكم (وجبة رامسفيلد)
و(الكولا).. و(الماكدونالد)
وثقافة رقصة (السامبا)
و(الروك) ونغمة البامبا!
إن شئتم فخذوها أمراً
أو شئنا فخذوها قسراً
حق القوة في يدنا الأقوى
قوة حقكموا أنتم لا تقوى)
هذا ما قال لنا وعنى
والواقع أوجعنا وأفجعنا
ماذا أبقينا كي نحيا أحراراً؟!
إحساساً وأناساً ودياراً؟!
أخشى من يوم لا يشفعه صوت
حين يقاربنا عن صمت صمت الموت
أخشى.. ان لا أخشى يا أهلي..
أن أقبرَ من يأسي ألمي .. أملي

(1) إشارة إلى تعداد المسلمين في عالمنا الإسلامي الواسع/ الرياض ص.ب: 231185- الرمز 11321


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved