Sunday 5th December,200411751العددالأحد 23 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق قلم دفق قلم
أنهار الخير
عبدالرحمن صالح العشماوي

أنهار الخير التي تجري في بلادنا كثيرة، ولله الحمد، أنهار صافية تُروي الظمآن، وتسعد قلب الحيران، وتنبت للناس من الأشجار والأزهار رياضاً ذات أفنان.
أنهار لا تنضب، ولا تتوقف لأنها تستمد ماءها من المنبع الصافي، منبع دين الله الحق (القرآن والسنة) وحسبك به منبعاً ثراً دائم العطاء.
جمعيات تحفيظ القرآن نهر، وأصوات المآذن الشامخة نهر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نهر، والندوات والمحاضرات الدعوية نهر، والمجالس العلمية نهر، ومكاتب دعوة الجاليات نهر، والمطويات والكتيبات النافعة نهر، ومساعدة المحتاجين نهْر.... أنهار وأنهار تجري في رحاب هذه البلاد الطيبة، لا يمكن لمن يستقي من مائها الصافي أن يشعر بظمأ الروح، أو سقم القلب، ولا يمكن لمن يتوضأ على شواطئها أن يبقى من درنه شيء.
أنهار الخير المتدفقة في هذه البلاد، يرتوي منها أهلُها والوافدون إليها، ويجدون على ضفافها من الراحة والسعادة والهناء ما لا يمكن أن يجدوه على ضفافٍ أخرى سواها.
أنها الخير سمةٌ بارزةٌ تتميّز بها الأرض المباركة التي تفتح ذراعيها الكريمتين لكل من يبحث عن سعادة الروح، ودفء الحنان، واطمئنان القلب، وراحة الوجدان.
أنهار يعرف قيمتها الذين يدركون جفاف هذا العصر، ورمضاء أباطيله، ويعرفون لهيب قيظ انحرافاته وضلاله وسوء أقاويله، يعرف قيمتها الذين يرون جفاف هذه الأنهار الصافية في كثير من بقاع الأرض، جفافاً صنعته الأيادي السوداء الغاشمة التي تعمل ليل نهار على تجفيف منابع الخير في كل مكان بحججٍ واهيةٍ، وادعاءاتٍ باطلة ليس (الاتهام بدعم الإرهاب) إلا واحداً منها.
قالها ذلك المسلم الأمريكي لي ذات يوم: الآن بعد أن أسلمتُ وزرتُ هذه البلاد، وعشت أجمل أيام حياتي في مكة والمدينة، وسمعت أصوات الآذان، ورأيت المظاهر العامة تستجيب له بصورة رائعة، ورأيت حلقات القرآن الكريم في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبعض الدروس العلمية فيهما، وبعد أن زرتُ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الآن - بعد ذلك كله - أدركتُ لماذا تشن الصهيونية العالمية، والصليبية المتطرفة حملاتها الشعواء على هذه البلاد الطاهرة، الآن عرفتُ السبب في ذلك التشويه المتعمد في كثير من وسائل الإعلام في أمريكا وأوروبا لدين الإسلام، وللبلاد التي فيها قبلة المسلمين.
نعم، قالها واحد من مئات الآلاف الذين يقولون أمثالها من المسلمين في أنحاء العالم، بعد أن منّ الله عليهم بالورود على هذه الأنهار الصافية التي تجري بالخير في بقاع الخير.
وكما أننا نفرح بما نسمع من أولئك، نحزن كثيراً لما نسمع ونرى من بعض أبناء هذه البلاد المباركة من جحودٍ لهذه القيمة العظيمة لأنهار الخير في بلاد الخير، وتشويهٍ مستمر لما يحيط بهذه الأنهار من الأشجار والأزهار، وللمعالم الجميلة التي تقوم على ضفافها الخضراء... يا أنهار الخير... صانك الله ممن يريدون لك الجفاف.
إشارة


عهد علينا أن نصون عقولنا
عن وهم مبتدعٍ وظنِّ مُماري


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved