* أبها - عبدالله الهاجري - سعيد الأحمري:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة عسير مساء اليوم الأحد ندوة (أمن الوطن مسؤولية الجميع) والتي تنفذها إدارة تعليم البنات بمنطقة عسير وذلك ضمن مشروع الإدارة (المعلم والمعلمة ودورهما في دعم أمن الوطن) وذلك بمقر جمعية الجنوب النسائية الخيرية بأبها.
ومن جانب آخر أكد عدد من التربويين والتربويات بتعليم عسير بالواجب المناط على التربويين حيال أمن الوطن وذلك من خلال هذه الندوة، ومن جهته أكد مهدي بن إبراهيم الراقدي أننا نهدف من هذا المشروع تأصيل مفاهيم حب الوطن والمواطنة الصالحة لدى المعلم والمعلمة وهي مفاهيم يعونها ويعرفونها جيدا بحكم تربيتهم أو من خلال مناهجهم التي يدرسونها لأبنائنا وبناتنا وقال الراقدي إن ما مرت به بلادنا خلال الفترة الماضية ليس بالأمر السهل ولن ننساه مما يوجب علينا جميعا وعلى كل مواطن أن يكون رجل أمن وعينا ساهرة على حضارة ومنجزات وأمن هذا الوطن.
وعبرت منى المطرفي المشرفة على المشروع والمساعدة بإدارة الإشراف التربوي قائلة: سعادتي كبيرة بأن حملت شرف القيام على تنفيذ هذا المشروع الوطني لوطن لا يزال من عليه يردد دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} دعوة لا يزال صداها يتضوع في حنايا النفوس، تشدنا، نتملى معانيها نحلق سعادة حين نذكر أن هذا الوطن الذي حظي بهذه الدعوة هو الوطن الذي تهوى إليه الأفئدة، تتوق إليه في البعد عنه، وتغبط من ترعرع في ثراه وتشرب حبه في طفولته وصباه.
إن الحديث عن الوطن يتجاوز المشاعر ليخرج إلى الواقع ويتشكل في عطاءات مختلفة وأولاها ندوة تحضرها منسوبات إدارة الإشراف التربوي والمكاتب الفرعية والمدارس وسيدات المجتمع يشارك فيها كل من الشيخ الدكتور جبريل البصيلي والدكتور علي سعد الموسى وسعد عوض والتي نرى من خلالها التأكيد على دور المعلمة في حماية النشء من الأفكار الهدامة وذلك من خلال المحاور التالية:
ترسيخ دور المملكة وشعبها المسلم في رفضها للإرهاب وحبها للسلام وتصحيح الأساليب التربوية الخاطئة التي قد تساعد على نمو وتأصيل الإرهاب في نفوس الناشئة وتصحيح النظرة الخاطئة لتطوير المناهج، والتأكيد على دور العاملات في المدارس بدورهن الفكري والتربوي المؤثر بالمجتمع، والتأكيد على أهمية التقويم الدراسي الدقيق للطالبات بحيث يكون تخريجهن طالبات قويات دينيا وفكريا واجتماعيا وخلقيا، والتأكيد على أهمية الحوار فيما يتعلق بأي أمر يخص المدرسة، وحسن توجيه الناشئة إلى الاستخدام الأمثل لوسائل الاتصال المختلفة، والتأكيد على أهمية الالتزام بالمبادئ السامية للإسلام والتي تقوم على المحبة والسلام مع الشعوب الأخرى والتي تؤكد على حرمة النفس والدم والعرض والعقل والمال والتعامل الحسن مع الآخرين، وتقييم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والمستقبلية للإرهاب والتعرف على أسباب الإرهاب وجذوره وصوره عبر التاريخ وكيفية الابتعاد عن مسبباته يلي ذلك تنفيذ ورش عمل تشارك فيها منسوبات إدارة التعليم على مدى ثلاثة أيام ومن ثم تكليف المشاركات في هذه الفعاليات بنقل الخبرات المكتسبة إلى مدارسهن عن طريق إقامة ورش عمل مماثلة. وذلك للتأكيد على دور القائمات على التربية لتبني الفكر الإسلامي المعتدل القائم على العدل والرحمة والمحبة.
ومن جانبها عبرت فاطمة بنت سعيد مديرة إدارة الإشراف التربوي بأبها بالنيابة عن سعادتها بهذه الجائزة وقالت: نظرا لأن أمن الوطن وحماية أبنائه من الأفكار الهدامة مسؤولية الجميع لهذا أكدت وزارة التربية والتعليم في إقامة برنامج (المعلم ودوره في دعم أمن الوطن) فالوطن كلمة عزيزة على النفس قريبة من القلب وترجمتها للواقع تكون بأمور كثيرة منها الحفاظ على أمنه والذود عنه بكل ما نملك.
وهدفها ترسيخ قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (126) سورة البقرة.
وشعارها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) حديث صحيح، ودورها تنمية حب الوطن والمواطن في نفوس طالباتها من خلال أقوالها وأفعالها وإخلاصها في عملها فهي قدوة طالباتها لتخرج للمجتمع مواطنات صالحات متمسكات بعقيدتهن الإسلامية الصحيحة والأخلاق الحميدة والاتجاهات السليمة حتى تعينهن على القيام بواجباتهن على أحسن وجه.
ولتدرك المعلمة أنها تعلم طالبة اليوم وأم المستقبل ولتشعر الطالبة بأن الحفاظ على أمن الوطن هو الحفاظ على أسرتها ومستقبلها فدور المعلمة كبير والحمل ثقيل والمسؤولية عظيمة وحفظ أمن الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً.
وقالت لطيفة العضيب رئيسة توجيه وإرشاد الطالبات إن الطالبة أحوج ما تكون إليه هو أن تجد من يستمع إليها ويناقشها ويتحاور معها فهي صغيرة في السن نعم ولكنها أحد أفراد المجتمع وممن يحملون اسمه وهمه لهذا فإن دور المعلمة جد كبير وذلك بفتح مجال الحوار مع الطالبة للتعرف على أفكارها وتوجهاتها وتعديل مفاهيمها.
وإن فتح مجال الحوار الصريح الهادف بصدق وشفافية وصراحة يؤدي لمحاربة التعصب والغلو والتطرف في حالة وجوده في نفوس الناشئة نتيجة تأثرهم الخارجي بما يبث في وسائل الإعلام أو تتلقاه الطالبة بأي طريقة أخرى.
وهذا يوجب على المعلمة أن تكون على علم ومستوى من الوعي والاعتراف لحقيقة التعددية والتنوع في المجتمع السعودي بكل طوائفه ومذاهبه التي تنطوي جميعا تحت العقيدة الإسلامية وأن تتحلى بصفات حب الاستماع إليهم بالحس التربوي الناضج وتوجههم توجيه المسؤول الفطن ليتحقق الهدف في نبذ الغلو والتطرف ويضع الأسس السليمة لبناء وطن متقدم ومتحضر.
وبالحوار مع الطالبة من قبل المعلمة نحقق نهج توسيع دائرة المعرفة لمجتمع متنوع في ظل الأسس العليا, كتعدد المذاهب الإسلامية في ظل التوحيد.. وتعدد اللهجات في ظل اللغة العربية.. وتعدد الأعراق في ظل السلوك السوي.. وتعدد المناخات الاقتصادية في ظل الاختلاف الجغرافي.
وبالحوار مع الطالبة من قبل معلمتها ستشعر بعمق انتمائها لوطنها ولا شك أن الظروف التي نعيشها تستوجب ضرورة الحوار ومواجهة المشكلات بكل صراحة ووضوح وذلك يؤدي إلى معرفة مواضع ومواطن الخلل ويؤدي إلى التعرف على الأفكار والآراء الهدامة التي تحاك ضد هذا المجتمع مجتمعنا المسلم وسيساهم في الحد من الانجراف وراء المضلين وأصحاب الأفكار الهدامة والأدمغة المسمومة الذين لا هم لهم سوى إحداث الشروخ والانشقاق في المجتمع أو الجبهة الداخلية على وجه الخصوص.
ومن جهة أخرى تحدث مدير الشؤون الإدارية والمالية بتعليم البنات طارق أبو ملحة وقال إن هناك قولا سائدا بأن المرأة السعودية تختفي وراء حجاب كثيف يحول بينها وبين أن يكون لها دور جوهري في التنمية والتعليم.
وإن ما أنفقته الدولة على تعليم الفتاة السعودية ذهب أدراج الرياح حيث تبقى المرأة السعودية طاقة معطلة ولكن الواقع الذي نعيشه اليوم يثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الدور الذي تؤديه المرأة السعودية لا يقل أهمية عن الدور الذي يؤديه الرجل.
فالمعلمة السعودية تتحمل حاليا بمفردها وبجدارة عبء تعليم الفتاة السعودية.
فهي اللبنة الأساسية في تكوين الأسرة وهي صاحبة الدور الأكبر في تنشئة وتعليم الأبناء، وإذا كان البعض يرى أن المجتمع السعودي هو مجتمع ذكوري كما يبدو ظاهره فهو قول يجانبه الصواب فالمرأة السعودية متواجدة وحاضرة في كل مكان. فهي تقوم بغرس القيم الدينية والخلقية في نفوس الطالبات حتى تعمق تمسكهم بعقيدتهم السمحة وبذلك تربي الطالبات على اساس من الدين الصحيح والأخلاق الإسلامية القويمة وهي تهتم برعاية الطالبات اجتماعيا عن طريق إكسابهم القيم الاجتماعية المتعددة التي تساعد على النجاح في أداء أدوارهم في المجتمع فهي تساهم في تنمية مشاعر الحب والولاء للوطن والعمل من أجل رفعته من خلال الأنشطة والبرامج التي تخططها فهي تنمي القدرة على التفكير السليم من خلال الأنشطة مثل البرامج الثقافية كالندوات والمحاضرات والمسابقات.
وأكدت المشرفة التربوية عائشة مسفر العسشيري بأن الوطن ملك لنا جميعا والحفاظ على ممتلكاته واجب ديني فما بالكم بحفظ أمنه فهو أطهر البقاع مهوى الأفئدة جميعا فواجبنا نحن كمنسوبات للتربية والتعليم هو الحد من الظواهر السلبية التي تولد الإرهاب الفكري.
ومن جانبها أكدت المشرفة التربوية خديجة محمد بأن المعلمة صاحبة رسالة تربوية هادفة فهي مربية أمة تعنى بتبصيرهم بمبادئ الدين الحنيف ونافية لهم الأفكار الهدامة التي من شأنها إضلال المجتمع عن جادة الطريق وأهيب بالمعلمات بأن يكونوا عونا في درء المخاطر الناتجة عن الفكر الإرهابي الهدام الذي يحاول زمرة من القوم أن يشوهوا مجتمعنا الإسلامي.
ومن جانبها أكدت المشرفة التربوية عائشة الشهري بأن المدرسة والمعلمة ذوو رسالة هادفة لجيل ناشئ ولد على الفطرة مؤكدة على أهمية تنمية السلام والمحبة في قلوب أطفالنا للشعوب الأخرى.
|