* الرياض - وسيلة محمود الحلبي:
أكد الدكتور جميل صوفي منسق برامج الأمم المتحدة الإنمائي ان هنالك بليون شخص يفتقرون إلى مصادر المياه الصالحة للشرب في العالم مشيراً إلى أن التفكير في جائزة الأمير سلطان يعتبر تفكيراً انسانياً بعيد المدى وقال: نحن نشجع مثل هذه المبادرات والحوافز.
جاء ذلك في حوار أجرته الجزيرة معه بمناسبة حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه والمؤتمر الدولي للموارد المائية والبيئة الجافة والذي ينظمه مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود فإلى تفاصيل اللقاء:
* دكتور جميل صوفي.. حدثنا عن الجهود والأنشطة المرتبطة بالماء .. خاصة وان الجميع يعلم أن الحرب القادمة هي الحرب على المياه؟
- تهتم منظومة الأمم المتحدة بالمياه وخاصة مياه الأنهار والبحيرات والبحار، والمياه الجوفية ومياه الشرب وإذا نظرنا للمفهوم العام للمياه نجد هناك اهتماماً كبيراً جداً من الأمم المتحدة يرتبط بحماية المياه الاقليمية والعالمية من أي نوع من أنواع التلوث البيئي وهناك برامج كثيرة تقوم بها الأمم المتحدة منها:
برنامج (جف) ومن ضمن اهتماماته المياه الاقليمية والدولية وحمايتها من أي أضرار وأي تلوث، فهذا جانب واسع وعام.
وهناك نشاطات كثيرة جداً من منظومة الأمم المتحدة المعنية في هذا المجال الإنمائي وحماية البيئة كذلك فهم يعتنون بالحماية للمياه الجوفية من التلوث ومن أضرار الصناعات وحماية الشواطئ من أي تلوث لحماية الحياة الفطرية وصيانتها والبقاء على التنوع البيولوجي.
كذلك هناك اهتمام بالمياه بصفة عامة وحمايتها من التلوث الصناعي والحضري (المباني وتصريف المياه إلى غير ذلك حيث أضرت بالمياه) وهناك اهتمام بالغ الأهمية بالنسبة للأمم المتحدة يشهد له الجميع في المنظور البيئي.. وهناك جانب آخر وهو توفير مياه الشرب لشعوب العالم حيث هو أمر بالغ الأهمية كون شريحة كبيرة من السكان يغلب عليهم (الفقر المدقع) فهناك (بليون شخص) منهم شريحة فقيرة تفتقر إلى مصادر مياه الشرب الصالحة للاستخدام البشري.. وقد بلغ الاهتمام لدرجة أنه في سبتمبر عام 2000م تم عقد القمة العالمية للأمم المتحدة وحضرها (184) دولة وشريحة دولية من الوفود وكان التمثيل فيها على مستوى الملوك والرؤساء نتج عنها (قمة الألفية الجديدة) عدد كبير من التوجهات العالمية شملت مجموعة كبيرة من الأهداف، والأهداف المحددة منها:
توفير الغذاء والماء لسكان الكرة الأرضية ونتج عن هذه القمة اعلان (يحدد التطلعات التنموية للألفية الجديدة) وتبلورت إلى أهداف محددة تشمل 8 - 10 أهداف رئيسية في مجملها تهدف إلى مكافحة الفقر بكل ما يرتبط به، والنمو التعليمي والاقتصادي وتطورهم ودمج المرأة بعمليات التنمية بشكل فعال وتأمين مياه الشرب هذا وقد تم الاعلان عام 2000م وخرجت الأهداف عام 2001م ومن المتوقع أنه مع حلول عام (2015م) سيكون هناك تغيير واضح لكل دولة بحيث ان تضع هدفاً وأهلية معينة بأن تضمن توفير مياه الشرب للشعوب وأن تكون (صالحة للاستخدام البشري).
هذا باختصار كل ما يشكل أحد الجوانب المرتبطة باهتمامات الأمم المتحدة بالمياه بصفة عامة. والمملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة لديها اهتمام مميز فيما يرتبط بتوفير المياه من مختلف المصادر وهناك تعاون قائم بيننا وبينهم فيما يرتبط بكيفية إدارة المياه.
وهناك مجموعة من الأنشطة قائمة مع وزارة المياه والكهرباء عندنا بالمشروع.
* دكتور جميل صوفي.. كيف تنظرون لمستقبل الأجيال القادمة (مائياً)؟
- بشكل عام تتفاوت النظرة وهناك علامات استفهام كثيرة من ضمنها: التنبؤات للمياه المستقبلية.. إن عملية التغيير المناخي نتيجة تلوث الفضاء الجوي بالفضلات الصناعية، وهذا إذا لم يعالج بطريقة فعالة وسريعة سيؤثر سلباً على موضوع المياه بشكل عام، لأنه سيؤثر بدوره على الضغط الجوي وهطول الأمطار والرياح وحركتها، وذوبان الجليد في القطبين إلى غير ذلك من هذه المشاكل البيئية.
وأحياناً التنبؤات يكون فيها نوع من التشاؤم ولكن العلماء والأمم المتحدة تعمل بشكل كبير لحل هذه المشكلة ولا ننسى الاستخدام المفرط للمياه، والتحضر المعمول به حديثا حيث فرض بطريقة غير مباشرة على المواطنين استهلاك الكثير من المياه. فمشاكل المملكة العربية السعودية المائية ليست في الزراعة فقط، بل في الاستخدام المنزلي فالعائلة المكونة من 5 أشخاص تستخدم أضعاف ما كانت تستخدمه نفس العائلة قبل 4 سنوات.
والآن المملكة العربية السعودية متوجهة للترشيد بوضع سياسات في تراخيص المياه، ونوعية الأدوات الصحية المستخدمة في المنازل لترشيد المياه، ومؤخراً ظهر برنامج عظيم لتوعية الناس بالترشيد وهذا البرنامج كان يزور كل منزل وشقة لاعطائهم جرعات ترشيدية توعوية واعطائهم بعض الأدوات المجانية لترشيد استهلاك الماء وهذا واجب على الدولة والمواطن في المقام الأول.
* دكتور جميل صوفي حدثنا عن أهمية جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، وكيف ستسهم في تشجيع البحث العلمي في مجال المياه، وكيف ستعمل هذه الجائزة على تحفيز الجهات المعنية على العناية بموضوع المياه؟
- ان التفكير في هذه الجائزة هو تفكير بعيد المدى وهو تفكير انساني سليم ونحن نشجع مثل هذه المبادرات والحوافز.. فلن يكون هناك ادارة للمياه إلا إذا سبقتها دراسات علمية مقننة، ولن يكون هناك ترشيد إلا إذا كانت نتائج الدراسات قد وضعت في قالب سياسات وآليات في أجهزة الدولة وتعمل على تنفيذها.
فهذه الجائزة مبادرة سليمة ورائدة في المملكة وخطوة موفقة ومباركة وهي تربط المواطنين وذوي الفكر مع الدولة لتتوحد الجهود في كيفية حسن ادارة وترشيد المياه.
* د. جميل صوفي تردد كثيراً الحديث عن مشروع الربط المائي والكهربائي بين دول المجلس والدول العربية إلى أين وصل هذا المشروع؟
- ليس لدي من المعلومات الكثير ولكن لو أخذنا بصفة عامة دول المجلس نلاحظ أن هناك عوامل مشتركة فيما بينهم منها (قلة المياه وتصاعد الاعتماد على التحلية) وهذا الاعتماد على التحلية سوف يخلق مشاكل مستقبلية كثيرة جداً فيما يرتبط بحماية مياه البحار والشواطئ وسيعطي في النتيجة أضراراً كبيرة جداً إذا لم تتوجه دول المجلس الى ايجاد بدائل وآليات مختلفة عن هذا المصدر.
فدول الخليج في تزايد مستمر من حيث عدد السكان ففي المملكة العربية السعودية النمو السكاني يزيد سنوياً بمعدل (3%) وهذه نسبة عالية جداً. اضافة الى أن دول الخليج كدول مفتوحة للتبادل التجاري العالمي، وحجم الوافدين يتطلب خدمات. فهذا أيضا يضيف أعباء على استهلاك المياه.
فمن المبدأ أن يكون هناك سياسات مشتركة فيما بين دول المجلس في المياه وادارتها وكيفية التوجه لها يزيد الترابط والتعاون معهم. وهناك الآليات التي يجب استخدامها في هذا الشأن.
فموضوع المياه مهم جداً جداً ولابد أن نضع أمامه علامات استفهام كثيرة؟؟
* د. صوفي هل هناك بدائل للمياه الجوفية في حال نضبت؟
- في الحقيقة حسب علمي فإن كثيرا من المواقع الخاصة بالمياه الجوفية قد نضبت. فإن أعمالي الميدانية في المملكة على مدى 30 عاماً كانت المياه الجوفية متوفرة كثيراً ثم بدأت تضمحل في بعضها وفي بعض المناطق الأخرى تصل إلى الجفاف. وبصفة عامة هذه المياه تتطلب ملايين السنين لتتكون لأن الطبقة الأرضية تختلف في حدودها عن سطح الأرض وتكون المياه الجوفية مصدرها.
* د. صوفي (المياه المعالجة) إلى أي مدى نجحت المملكة في الاستفادة من هذا المصدر المائي وما هي مجالات تطويره؟
- المياه المعالجة في السعودية طرأ عليها تطوير كبير وتستخدم في ري الحدائق العامة وبعض المزارع ولكنها لا تغطي المملكة بشكل كامل فهي محصورة على مستوى المدن الكبيرة وحتى الاستخدام محصور داخلياً. ولا ينظر الى استخدامها بشكل كبير بحيث انها توزع على مناطق زراعية.
|