كله دنيا يبغى فلوس!
عبدالله العاصم

أطلق العامل الآسيوي ضحكة ساخرة عند رؤيته لشابة عربية فاتنة وهي تهز جسدها أمام ضوء الكاميرا التلفزيونية، وتظهر في الشاشة الفضية أمام الآلاف من المشاهدين.. ولم يكتفِ هذا العامل بالضحكة، بل زاد قائلاً بكلمات عربية متكسرة: (كله دنيا يبغى فلوس)!
نعم يا (صديق) فقد صدقت، فالكل في هذه الدنيا يبحث عن المال، وتختلف الوسائل، والغاية واحدة.. فهذه الشابة الجميلة التي أضحكت العامل، أرخصت جسدها من أجل المال، وصاحب القناة الفضائية العربية التي أظهرت الفتاة في شاشتها بحث عن المكسب المالي السريع، ووجده في الكبح الجنسي، فأطلق هذه القناة دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن كبح آخر، أو أنه فعل فوجد أنه سيخسر لو غازله.
اليوم.. أعداد لا تُحصى، تعاني من (كبح عقاري)، إن صح هذا المسمى، ولا تجد من يعينها على كسر جمود هذا (الكبح)، فلا منازل أو أراضي تملكها، وهؤلاء (المكبوحون) يقفون مندهشين من العلو المستمر لأسعار العقار، دون ان ينظر أحد لهم نظرة عطف وشفقة.
وحتى لا يستمر هذا الكبح، فلابد من تنظيم السوق العقاري، وان يتم التعامل مع قطعة الأرض أو الفيلا أو الشقة كبضاعة اقتصادية لها مقوماتها، ومن مصدر بيع معروف ومحدد.
وأيضا أتمنى تنظيم حملة لصالح هؤلاء (المكبوحين) يشترك فيها تجار العقار، وتحمل شعاراً يكون معناه (البيع بالتقسيط المريح دون فوائد)، وأن يحذر أصحاب الحملة من التلاعب بالألفاظ والشعارات، وان يكونوا صادقين فيما يقولون 100%.
والإعلان أن هدفهم خيري فقط لا غير، ويجب أن يعوا ان عقلية المستهلك اليوم تختلف عما كانت عليه بالأمس.. فارحموا كل (مكبوح) يا تجار العقار ويا بالونات الإعلام.. والله المستعان.