* باريس - د.ب.أ:
يقف نيكولاس ساركوزي الزعيم الجديد لحزب اتحاد الحركة الشعبية الحاكم في فرنسا على مقربة من تولي أهم وظيفة في البلاد، وخلال ثلاثة أعوام فقط في حكومة الرئيس الفرنسي جاك شيراك تمكَّن ساركوزي من الصعود سريعاً إلى قمة الهرم السياسي في فرنسا ليصبح واحداً من أشهر السياسيين في البلاد. وفيما يتصل بالجالية المسلمة التي يبلغ عديدها خمسة ملايين فإنه يفضل استشارة المجلس الإسلامي الفرنسي فيما يتصل بشؤون هذه الجالية وهي أكبر جالية مسلمة في بلد أوروبي.
لقد شغل ساركوزي منصبي وزير المالية والداخلية هذه الحكومة. ولد نيكولا بول ستيفان ساركوزي دو نادي بوكزا في 28 كانون الثاني - يناير عام 1955 في باريس، وكان والده مهاجراً مجرياً ووالدته تنحدر من أصول يونانية ويهودية، وولد ساركوزي من أسرة ثرية وتتمتع بكافة مميزات الحياة المترفة.
ولم يدرس ساركوزي في المدرسة القومية للإدارة في باريس مثل أبناء الصفوة الفرنسية من الدبلوماسيين والسياسيين، ولكنه درس العلوم السياسية في معهد الدراسات السياسية ثم درس القانون في جامعة باريس.
واستغل فرصة عمله في المحاماة وكرئيس لبلدية ضاحية نويي الثرية في باريس في تكوين شبكة واسعة من المعارف في دائرة المال والأعمال، ومن بين معارفه قطب صناعة الطائرات سيرج داسو الذي يقال إنه يقدم النصح لساركوزي فيما يتعلق بمسائل الميراث، وقطب مقاولات البناء مارتان بويج وهو الأب الروحي لابن ساركوزي الثاني، كما شهد برنار أرنو رئيس شركة مويت هينيسي لوي فويتون على زواج ساركوزي، ويتولى شقيقه جيوم منصب نائب رئيس اتحاد الشركات الفرنسية.
وبلغ اتساع علاقات ساركوزي بعالم الأعمال درجة أن رئيس الوزراء جان بيير رافاران قال (سيتعين على ساركوزي يوماً أن يختار بين السلطة والمال)، لكنه اختار السلطة فيما يبدو.
ففي عام 1993 أصبح وزيراً للميزانية ومتحدثاً باسم رئيس الوزراء المحافظ آنذاك إدوار بالادور الذي سانده في سباق انتخابات الرئاسة عام 1995 منافساً لشيراك، وفاز شيراك ثم وجد ساركوزي راعيه السابق قد تحول إلى خصم عنيد، وواجه ساركوزي صعوبة في الصعود مرة أخرى إلى قمة جبل السلطة.
ولكن رغم الهتافات المعادية له في اجتماع الحزب عام 1997 الذي تردد أنه كان بإيعاز من شيراك فإنه حصل على ما يكفي من التأييد لينتخب أميناً عاماً للحزب عام 1998م.
عيّن ساركوزي وزيراً للداخلية عام 2002 في أعقاب عودة الديجوليين الجدد إلى السلطة قبل أن يعينه شيراك على غير رغبته وزيراً للمالية في نيسان - أبريل عام 2004م.
وتمكن ساركوزي في المنصبين من تغيير صورته السابقة كمحب للحياة المترفة وأن يظهر في هيئة (المدافع عن أفراد الشعب العاديين)، وبينما كان يتولى وزارة الداخلية دعا المجلس الفرنسي للدين الإسلامي لتقديم المشورة للحكومة بشأن موضوعات تتعلق بالمسلمين كما دعا إلى (التفرقة الإيجابية) فيما يتعلق بالعلاقة مع جماعات الأقلية.
واستحدث إجراءات فعَّالة لتقليص عدد قتلى حوادث الطرق في فرنسا، ثم نجح في إثارة الحس الوطني أثناء عمله وزيراً للمالية بالإجراءات التي اتخذها لإنقاذ شركة ألستوم الهندسية العملاقة التي حاصرتها الديون ونال التأييد لحملته لتقليص أسعار البيع في متاجر التجزئة وفي دمج شركتي سانوفي وآفانتيس للصناعات الدوائية.
وبذل شيراك كل ما في وسعه للقضاء على تطلعات ساركوزي إلى السلطة ولم يعينه رئيساً للحكومة وأجبره على الاختيار بين زعامة الحزب وشغل منصب وزاري.
|