لم تعد الدول الإسلامية التي أصبح مواطنوها هدفاً لما يسمى بالحرب على الإرهاب رغم أن الإرهاب لم يكن من صنع المسلمين ولم يكونوا أو مَنْ استعمل هذا الأسلوب في مواجهة الأطراف التي يعتقدون أنهم يسلبون المسلمين حقوقهم، فالإرهاب أو من استعمل سلاحاً من قبل جماعة دينية في منطقة الشرق الأوسط كان من قبل اليهود، فقد تعرضت المعسكرات والقوات البريطانية التي كانت تستعمر فلسطين إلى العديد من الهجمات الإرهابية بالرغم من أن البريطانيين هم الذين جلبوا اليهود لفلسطين وفتحوا باب الهجرة اليهودية لهذا البلد العربي تنفيذاً لوعد بلفور المشؤوم الذي أصدره وزير خارجيتهم.
اتباع أديان أخر انتهجوا أسلوب الإرهاب لمواجهة خصومهم حتى ان بعض الطوائف والمذاهب المسيحية لجأت للإرهاب ضد بعضها البعض مثلما حصل في إيرلندا بين الكاثوليك والبروستانت، وأيضاً تورط الهندوس في انتهاج أسلوب الإرهاب في الهند.
إذن فالإرهاب ليس محصوراً على دين أو طائفة مذهبية أو جماعات سياسية، فالإرهاب لا دين له ولا قومية إلا أن الانحراف والسعي من قبل قوى سياسية أحكمت سيطرتها على مراكز صنع القرار في بعض الدول الغربية خدمة لتوجهات سياسية خاصة بها تصب لخدمة معتقدات سياسية دينية مركبة صورت بأن الإرهاب صناعة إسلامية، وأن المسلمين هم الخطر والعدو القادم الذي يجب أن يتكاتف الجميع لمواجهتهم، وللأسف الشديد هذا الادعاء وجد من يصدق لتوافقه مع مواقفه السياسية والبعض الآخر سلم به للزخم الإعلامي الكبير من قبل أصحاب الطرح الإيديولوجي المتعصب الذي لاينفك إلا أن يظهر على السطح من خلال أقوال وأفعال قادت هذا التيار العنصري فكثيراً ما وردت عبارة الحرب الصليبية وغيرها حتى الإشارات والمصطلحات التي تكشف نوايا من يشنون هجماتهم على الإسلام والمسلمين.
هذه الهجمات العنصرية وحصر الإرهاب بالمسلمين مع انتهاج معايير مزدوجة من قبل الدول الغربية بالذات التي في الوقت الذي تعلن فيه محاربتها للإرهاب تحتضن رموزه الدعائية والمحرضين له أوجد رد فعل في الدول الإسلامية أخذ في التنامي، وهو ما يهدد بتنامي العداء للطوائف والأديان الأخرى التي تحصر الإرهاب بالمسلمين وقد حذر الفاتيكان على لسان وزير خارجيته من هذا المنحى محذراً من أن المشاعر المعادية للمسيحية قد تنتشر في الدول الإسلامية ومناطق أخرى من العالم بسبب النهج واستراتيجية محاربة الإرهاب المرتبطة بالغرب.
|