* بغداد - د. حميد عبد الله:
أصبح الحصول على وظيفة في العراق يمر عبر قناة الانتماء للأحزاب العراقية، وبات على كل عراقي يرغب الحصول على وظيفة أن يملأ استمارة الانتماء إلى أحد الأحزاب الممثلة في الحكومة، وبعكسه فإنه لا يمكن أن يجد له فرصة عمل في دوائر الدولة التي أصبحت موزعة بين الأحزاب حسب المحاصصة الطائفية والحزبية!!
أحد الأحزاب (المناضلة جداً) بدأ بطبع استمارة الانتماء إلى صفوفه وبيعها من خلال مكتبة مجاورة لمبنى الاتحاد العام للكتاب والأدباء في ساحة الأندلس في قلب بغداد وتم تحديد سعر هذه الاستمارة بـ25 ألف دينار عراقي أي ما يساوي 15 دولاراً، وبعد أن يتم ملء الاستمارة والتوقيع عليها يكون قد ضمن تعيينه في الوزارة التي يديرها وزير يمثل ذلك الحزب!!العراق لم يشهد عبر تاريخه الحديث ظاهرة المساومة التي يتعرض لها المواطن من خلال معادلة الحصول على وظيفة مقابل الانتماء لحزب الوزير، والأخطر من ذلك أن هذه المساومة تتم بتوجيه من الوزير نفسه ويقوم مكتب الوزير بمتابعتها لضمان دقة تطبيقها!!
أما عندما تتوفر درجات وظيفية في بعض الوزارات فعلى الراغبين بالتعيين الحصول على تزكيات من الأحزاب تؤيد أنهم كانوا مضطهدين في عهد النظام السابق أو أنهم من أعضاء الأحزاب العراقية التي (ناضلت لإسقاط صدام) ومن لا يمتلك مثل هذه التزكية فإن فرصة التوظيف تكون معدومة أمامه!!
|