* رام الله - نائل نخلة:
في اتصال مع مكتب مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية أخبر أن مسجد ومقبرة قرية الولجة الواقعة جنوب غرب القدس يتعرضان لانتهاك مستمر من قبل وفود يهودية.
على الفور قام طاقم مختص من قبل مؤسسة الأقصى بتفحص الموقع فوجد أن مقبرة القرية تتعرض لانتهاك مستمر لحرمتها، حيث تمّ حفر ونبش الكثير من القبور، والعبث في العظام التي في داخلها، كما كشف قسم من الفستقيات (مكان مخصص لدفن الأموات) وإلقاء زجاجات الخمر في داخل القبور، بل إن آثار التبول والغائط داخل الفستقيات كان واضحاً، الأمر الذي يشير إلى استعمال المكان من قبل الماجنين.
هذا ولم يتوقف الانتهاك عند هذا الحد بل إن جماعات يهودية تصل إلى عين ماء ملاصقة لمسجد الولجة، كان يستعمل كمتوضأ للمصلين قبل تهجير وهدم القرية، هذه المجموعات من الرجال والنساء والأطفال تصل بشكل يومي إلى العين ويقومون بعملية (التعميد) اليهودي بعد خلع ملابسهم ويدخلون العين وهم عراة، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لحرمة المسجد، وتحاول هذه المجموعات أن تطلق على هذا العين زوراً وبهتاناً مسمى يهودياً (عين تمار ).
وبالفعل عندما وصل طاقم مؤسسة الأقصى بالقرب من موقع العين شاهدوا مجموعات قد انتهت من عملية التعميد على التو، ولكي تتحقق المؤسسة من الأمر التقت أحد سكان قرية الولجة الذي كان يرعى غنماً في مراعي القرية والذي حَدّث أنه يشاهد مجموعات يهودية من الرجال والنساء والأطفال تأتي يومياً إلى الموقع وتدخل إلى العين وهم عراة ويقومون (بتعميد) أنفسهم، وأضاف الرجل أن هذه العين كانت تستعمل قبل تشريد أهل القرية وهدم الجزء الأكبر من مسجدها متوضأ للمصلين وأضاف الرجل: (إن هذه المجموعات اليهودية تقوم باستفزازات مستمرة لأهل قرية الولجة الذين كثيراً ما يزورون قريتهم للتواصل معها، وحصل أكثر من مرة مشادات كلامية بين الطرفين.
من جهتها استنكرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في بيان لها هذا الانتهاك الصارخ لمسجد القرية ومقبرتها وقالت: (لا يكفي ما حصل من هدم وتشريد لقرية الولجة وأهلها وهدم لبيوتها والجزء الأكبر من مسجدها واليوم تقوم هذه المجموعات اليهودية بانتهاك حرمة مسجدها ومقبرتها بشكل يومي دون أن تراعي حرمة لمكان مقدس أو حرمة لميت).
وأكدت مؤسسة الأقصى في بيانها أنها ستتابع هذا الملف وستقوم بمسح هندسي لموقع المسجد والمقبرة وبعملية التوثيق، كما إنها ستعمل بأسرع وقت ممكن بتنظيف المكان وإغلاق القبور المفتوحة وصيانة المقبرة وموقع المسجد، معتبرة ذلك أقل الواجب تجاه المقدسات والأوقاف الإسلامية في البلاد.
يذكر أن قرية الولجة تقع في جنوب غرب مدينة القدس بالقرب من عين كارم، وقد تم تشريد أهلها عام 1967، واستمر تشريد أهل القرية بشكل منهجي حتى عام 1968، وهدمت بيوت القرية ولم يبق إلا بعض أجزاء من المسجد والعين الملاصقة له، وكذلك مقبرة القرية، ويسكن أهلها اليوم في قرية مجاورة لها لتأكيد حقهم بقريتهم وإن شردوا منها.
|