(ما الفائدة التي سيجنيها مواطنونا من حرية التعبير إذا فقدوا البلد الذي يستطيعون فيه التعبير عن حرياتهم)؟
مقولة استفهامية شهيرة للرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن.. ردّ بها على النقد الذي وجّهه إليه المعارضون السياسيون إبان الحرب الأهلية الأمريكية.. عندما أمر بإسكات صحف المعارضة.. وإبعاد معارضيه السياسيين المتعاطفين مع دعاة الانفصال.
موقف قويّ اتخذه رئيس حازم.. واجه خطر الانفصال.. تصدّى فيه لمَن حاول زعزعة الثوابت باسم حرية التعبير:
ثابت الوحدة التي تجمع المواطنين..
وثابت الولاء الذي يحقق هويتهم..
وثابت الأمن الذي تزدهر فيه حرياتهم..
***
هي مقولة استلهمتها الأجيال.. وترسّمها بعده القادة.. وهي اليوم أشد ما تكون: وضوحاً في الرؤية.. وصدقاً في التطبيق..
نرى صورها ماثلة هناك: في كلّ إجراء سياسي.. وفي كلّ طرح إعلاميّ.. وفي كلّ نقاش فكريّ.
***
تتبعت صور هذه المقولة وتطبيقاتها، وتألمت لما يجري على ألسنة بعض (نُخبنا).. من خلال منافذ سياسية وإعلامية (غير وطنية) من استخدام بغيض لمصطلح نبيل.. استخدام فيه قفز على ثوابت الدين.. وتجاوز لثابت الوطن.. وانتهاك لمصلحة المجموع..
نراهم (في الغدوّ والآصال).. بل (وفي عتمة الليل).. يمشون في أزقة منحرفة عن المسير.. يطلون برؤوسهم من منافذ الغير.. وتكتب أقلامهم وينتثر كلِمُهم على صفحات هذا الغير..
في وقت : نحن أشد ما نكون فيه إلى (سرائرهم) لا إلى (هيئاتهم).
وإلى همسهم في آذاننا.. لا إلى صراخهم في وسائل هذا الغير..
يشتكون (مأساة حرياتنا) إلى مَن سلبهم حريتهم.. ويطلبون تفريج كربتهم.. ممّن أحكم الكربة عليهم.. يستجدون (ليبراليتهم) ممّن سيسلبها منهم بعد أن تحترق ضمائرهم وتبلى كياناتهم؛ {وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}.
|