في مثل هذا اليوم من عام 1991 أطلق سراح الرهينة الأمريكي المحتجز في لبنان تيري أندرسون بعد نحو ست سنوات قضاها رهن الاختطاف لدى أحد الفصائل المسلحة اللبنانية ليصبح بذلك أكثر الرهائن الأمريكيين بقاء رهن الاختطاف في لبنان.
جاء إطلاق سراح أندرسون بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية بموجب اتفاق الطائف بين الفصائل اللبنانية المتصارعة الذي أنهى حوالي 15 عاما من الاقتتال الأهلي.
وقد كان تيري أندرسون يعمل كمدير لمكتب وكالة أنباء الأسوشيتد برس في بيروت عند اختطافه، وأما الآن فهو يدرس الصحافة في جامعة أوهايو بالولايات المتحدة.
وقد شهدت سنوات الثمانينيات ذروة الحرب الأهلية اللبنانية من ناحية وانتشار عمليات خطف الرهائن الأجانب من ناحية أخرى سواء لتحقيق مطالب سياسية أو الإفراج عن سجناء ومعتقلين أو حتى الحصول على مقابل مادي.
ويذكر أنه خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية تم اختطاف ثماني عشرة رهينة أمريكية، ولكن أندرسون قضى أطول فترة احتجاز وكان ثلاثة رهائن أمريكيين اتهمهم خاطفوهم بالتجسس قد قتلوا في بيروت عام ستة وثمانين ردا على القصف الأمريكي لليبيا والهجمات الإسرائيلية على قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن الباقين أطلق سراحهم.
وكانت أمريكا قد تمكنت من تأمين إطلاق عدد من هؤلاء الرهائن بعد الصفقة السرية التي عقدتها مع إيران على أساس تزويد إيران التي كانت تخوض حربا شرسة ضد العراق خلال الثمانينيات بالأسلحة مقابل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين وهي الصفقة التي فجرتها بعد ذلك مجلة الشراع اللبنانية وعرفت باسم فضيحة إيران - كونترا -جيت التي أطاحت بالكثيرين من رموز الأمن القومي والمخابرات في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان.
من ناحية أخرى حصل الرهينة الأمريكي الصحفي السابق تيري أندرسون على حكم من محكمة أمريكية بأن تدفع إيران ثلاثمئة وواحد وأربعين مليون دولار على سبيل التعويض، عن معاناته خلال فترة اختطافه في بيروت التي دامت أكثر من ست سنوات.
وقالت المحكمة إن الحكومة الإيرانية هي المسئولة عن تخطيط وتنفيذ عملية الاختطاف التي نفذتها جماعة حزب الله. وبالطبع رفضت طهران الحكم وقالت إنه ليس من حق محاكم أمريكا النظر في قضايا الاختطاف التي وقعت في لبنان.
|