العثمانيون يفتحون بغداد

في مثل هذا اليوم من عام 1534 تمكن السلطان العثماني سليم الأول من احتلال بغداد في إطار حربه ضد الدولة الصفوية في إيران. وكان السلطان سليم هو أحد أعظم سلاطين الدولة العثمانية وأطولهم عمرا وحكما. ولم يكن فتح العراق والاستيلاء على العاصمة بغداد سوى جزء بسيط من سلسلة إنجازات عسكرية قام بها الرجل على العديد من الجبهات التي امتدت من أوروبا إلى إيران ثم البحر المتوسط. ففي عام 1521 تمكن من الاستيلاء على عاصمة بلاد الصرب بلجراد وفي عام 1529 وصلت قواته إلى أبواب فيينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية المجرية.
وخلال الفترة من عام 1534 إلى 1535 شن سلسلة حملات ضد الدولة الصفوية الشيعية في إيران بهدف الاستيلاء على العراق وقد نجح في ذلك. وكانت قواته قد تقدمت شرقا نحو مصر والشام حيث تمكن من الاستيلاء عليهما والقضاء على حكم المماليك الذين كانوا يديرون مقاليد الأمور في مصر والشام.
وقد أدرك السلطان سليم الأول أهمية أن تكون لإمبراطوريته العثمانية قوة بحرية قادرة على الغزو والاحتلال والحماية في الوقت نفسه. لذلك بدأ عام 1522 حملة عسكرية بحرية نجحت في الاستيلاء على جزيرة رودس في البحر المتوسط. وبنهاية سنوات حكمه كانت الدولة العثمانية تسيطر على الساحل الشرقي للبحر المتوسط بالكامل وجزره باستثناء مالطا وقبرص.
وفي عام 1526 وصلت القوات العثمانية إلى جنوب شبه الجزيرة العربية واستولت على اليمن وميناء عدن الذي كان أحد أهم موانئ البحر الأحمر والمحيط الهندي في ذلك الوقت. وحاول السلطان سليم الأول كسر شوكة البرتغاليين في المحيط الهندي الذين كانوا قد وصلوا إلى الهند وجنوب شرق آسيا واقاموا مصالح تجارية وعسكرية كبيرة مكنتهم من السيطرة على تجارة هذه المناطق مع اوروبا وهي التجارة التي كانت تدر أرباحا طائلة. ولم تسفر المواجهات العسكرية مع البرتغاليين في المحيط الهندي عن نتائج حاسمة.
وخلال سنوات حكمه الأخيرة اشتعل الصراع على خلافته بين أبنائه وشعر الرجل أن كل ما حققه من فتوحات ونجاحات جعلت الإمبراطورية العثمانية واحدة من أعظم الإمبراطوريات في العالم في ذلك الوقت مهدد بالضياع بسبب الصراعات بين أبنائه فأصدر أوامره بإعدام ولديه مصطفى وبايزيد وأعطى ولاية العهد لابنه الثالث سليم الثالث. وفي عام 1566 رحل السلطان سليم الأول عن الحياة بعد أن ترك إمبراطورية استمرت قرابة خمسة قرون حيث انتهت الإمبراطورية العثمانية من الوجود رسميا عام 1924 عندما أعلنت جماعة الاتحاد والترقي بقيادة مصطفى كمال أتاتورك إلغاء الخلافة العثمانية.