هناك أمور لا فصال فيها.. ومنذ أيام قلائل نمى إلى مسمعي من إحدى صديقاتي خبر عاجل ولكنه مزعج إلى حد كبير، فجاء في موجز حديثها أن جارتها تعرضت لحادث في الطريق العام، ولولا لطف الله لكانت في عداد الموتى، ونجم عن هذا الحادث كسر في الساق ورضوض في الرقبة!! ليس هذا فحسب، بل إن المتسبب في الحادث توقف وخرجت من العربة سيدة أنيقة، وبخلق جم توددت للمصابة وعرضت نقلها إلى مستشفى، ولكن اعترض هذه المحاولة الجادة (الشرطة) وطلبوا أن تبقى المصابة في قارعة الطريق تنتظر عربة الإسعاف؛ وظلت السيدة المصابة طريحة الأرض تتألم طيلة ساعة أو أكثر، حتى حضرت عربة الإسعاف ونقلتها لتلقي العلاج! هذه الواقعة نقلت إليّ حرفيا. وليس ما يهمني أن أخوض فيما ينبغي ومالا ينبغي، وهل هناك خسائر وما آل إليها!؟ بل لماذا يمنع المرور نقل المصاب بشتى السبل ليتم إسعافه..!!
الأمر الثاني: لماذا لا يكون لدى المرور بعض من الإسعافات الأولية تجرى للمصاب؟ أم أننا ننتظر حتى تزهق روح المتضرر، وعندها نقول إنه قدره!؟
إلى متى نظل نهمل ونتخذ من المفروض وغير المفروض، ولابد... إلى آخره من العبارات والشعارات التي لا تجدي ولا تفيد ؛ لأن هناك مواقف لابد من التدخل فيها على عجل بلا تباطؤ، خاصةإذا كانت تتعلق بحياة إنسان..!! وعلى المرور والشرطة أن تؤدي عملها ولا اعتراض في ذلك، ولكن ينبغي أن تكون مهيأة لمثل هذه الحوادث بل ومتيقظة للمفاجآت، ولديها من الإسعافات الأولية ما ينقذ حياة حالات من الموت المحقق..!!بل لزاما أن يكون هناك أطباء مع كل عربة شرطة ليقوم بعمله، بدلاً من الانتظار لساعات طوال بلا طائل، فيذهب المصاب ويتضررأو تزهق روحه قبل أن تصل نجدته!!. أليست هذه الأمور تحتاج إلى حسم منا ووقفات ومعالجة سريعة ومساعدة!؟
لماذا لا ندرب هذه الفئة من رجال الشرطة والمرور على الإسعافات الأولية كما نرى في الخارج، حتى ننقذ ما نستطيع إنقاذه!! إنني أتحدث من دافع وجع وتعب، ومعاناة أسطِّرها من خلال وجع الآخرين الذين بحاجة إلى ذاك النصح والتوجيه، ونحن أقدر على تلافي تلك الأمور كلها، لأننا حريصون على البذل ونلتزم به خاصة عندما يتعلق بحياة البشر. فمتى نكون في مستوى المسؤولية بحق!؟
|