امرأة تتمتع بكل خصال المرأة (جمال ، دين ، خلق ، ثقافة) استمدتها من أُمِّيَّتها بعفوية وبراءة الأطفال ، تملك الجمال الحقيقي الذي يبحث عنه الرجال وتستحقه بعمق ، هي امرأة ذات دين لا تفارقها أوقات الصلاة ، ولا تزال تستغل وقت فراغها لتقوم بالنوافل ليل نهار من صلاة وتسبيح وصيام ، هي أُمٌّ قد فارقتها الأمومة منذ زمن ، عندما كبر الأولاد والبنات وذهبوا بعيداً عنها إلى حياتهم الخاصة ، ولكن لا تزال تمارس دور الأم كما يجب أن تكون الأمومة الحنان والعطف المغدق والتوجيه والتوبيخ ، بابتسامة لا تفارقها رغم حاجبيها المقطبين لتعبر لك عن سخطها ، الذي سرعان ما يزول مع تمسكها بما قالت ، ويأبى خلقها الجم إلا أن ينتشر على أرجائك ، حتى يمسك بحنان الأمومة الفائض كقطعة ديباج ، وعندما تحدثك تحدثك بعفوية اجتماعية وبلغة محلية جميلة تخرج من ثناياها لتستقر في قناعتك ، رغم ثقافتك التي استمددتها من كتبك ودراستك الأكاديمية وثقافتك الليبرالية ، وروايات الخيال ودواوين الشعر الخيالي الذي يبحر بك لتزور شطآنه الخالية من محبوبتك ، التي تبحث عنها في موانئ خيالك التي اكتظت بسفن وقوارب تفرغ حمولتها الفارغة في جدران الوهم الخيالي الذي تعيشه بعيداً عن واقعك . هي امرأة تحمل الثقافة بمعانيها فعندما تقرض الشعر فانها تختار ما يرسخ في ذهنك من واقع ملموس ومحسوس مما أنت فيه من وقت ، تسابق المستقبل لتعي أن ما قدر لك لا محالة حاصل وما قدر لغيرك فهو لغيرك ، عندما تروي لك رواية فانك تحس أنها تعيش في داخلك ، دون أن تشعرك بوجودها رغم إحساسك بها كقطعة ديباج ناعمة الملمس لا تجرح ولا تخدش ، روايات من الخيال الواقعي البحت الذي تحتاجه ، وهي تقصد ذلك لتعتبر من هذه القصص .. روايات تفوقت بها على أكبر الروائيين الذين قرأت لهم وعرفتهم ، تجعلك تعيش أحداث القصة كفيلم أخرجه مخرج سينمائي مبدع ، يحتوي على الأكشن والمفاجأة وتسلسل الأحداث التي لا تستطيع نسيانها ، لتبحر معها على سفينة الديباج . إنها امرأة يحق أن تكون من ديباج ، فقدتها عندما بلغت الحلم وهي بعيدة عني في ديار بعيدة جداً ، فلم أرها منذ أن قصدت ذلك البلد البعيد ، ففقدت ديباجيتي وفقدتها ، وبقيت كقطعة ديباج في داخلي أحسها رغم عدم وجودها.
|