يمر الإعلام العالمي والعربي بنقلة نوعية وكيفية كبيرة، ولعل الإعلام الغربي هو السباق إلى هذه النقلة وهو صاحب هذه الصنعة، لكن إعلامنا العربي رغم حاجته للنقلة النوعية والكيفية الحقيقة إلا أنه لم يواكب هذه النقلة في الإعلام إلا من رحم الله، ومازال يترنح في محيطه الصغير لشرح قضاياه على مستوى الأصعدة، فعلى سبيل المثال دائماً ما نسمع عن القضية الفلسطينية وكيف أن اليهود أخذوا أرضنا ويتموا أطفالنا ورملوا نساءنا وسلبوا حقوقنا، وعرفنا أن اليهود لهم مخططات ولهم أهداف إستراتيجية في المنطقة، لكن كل ذلك يدور في فلك ومحيط الأمة العربية فقط، أما على مستوى الإعلام الخارجي فهناك قصور لا حدود له سواء من أصحاب القضية أو من بعض وسائل الإعلام العربي في مخاطبة العقل الغربي بالأدوات والأساليب التي يأخذ أخباره والمعلومة التي يبحث عنها، فتركنا الساحة الدولية وشرح القضية الفلسطينية لهم وحدهم ومن كان في الساحة لوحده فلا مناص من كسبه الرهان، فترك الرأي العام الغربي لقمة سائغة لمثل هذه الوسائل، وعلى مستوى القضايا فيجب تجنيد كل الوسائل الممكنة لشرح وجهة نظرنا وإبراز مبائدنا وعاداتنا وتقاليدنا بالصورة التي نود نحن لا بالصورة التي يود إعلامهم وما يكنه من حقد أحياناً على الأمتين العربية والإسلامية، فمن هذا المنبر أريد أن أركز على دعم مثل هذه الأنشطة، يجب الدفاع عن قضايانا العربية والوطنية والدعاية لوطننا في الخارج ويكون لدينا إستراتيجية إعلامية نستطيع من خلالها معرفة كيفية الوصول إلى العقل الغربي ومن ثم نوضح الحقائق الغائبة عنهم، نستطيع من خلالها شرح ما نريد للآخرين، نستطيع من خلالها التواجد في الساحة العالمية، وأريد أن أنوه بما يقوم به طلبتنا -رغم قلة الإمكانيات المتاحة لهم- في الخارج من إقامة مثل هذه المعارض في البلدان التي يدرسون بها مثل بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال مشاركتي في إقامة هذه المعارض وبدعم من سفارة خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا فقد وجدنا أثر مثل هذه المعارض وخاصة أنها تقام بداخل أروقة الجامعات وهم الطبقة المثقفة، ووجدنا تجاوباً وإقبالاً منقطع النظير من قبل الشعب البريطاني لمثل هذه الأمور بل كان بعضهم يطالبنا بالاستمرار، فهي فرصة كبيرة فيتوجب أن نستغل وجود أبنائنا وإخواننا الطلاب هناك ودعمهم مادياً ومعنوياً وتسهيل كل السبل لإقامة مثل هذه المعارض والمشاركة في المناسبات التي تعقدها الجامعات البريطانية أو غيرها من الجامعات المتناثرة في أرجاء العالم فمثل هذه الأماكن يجب أن تكون محل اهتمام القائمين على مثل هذه المواضيع لأنها أماكن تعج بالمثقفين ومثل هذه الأماكن لا تضع عوائق للقيام بمثل هذه الأنشطة وذلك من خلال تجربتي مع الجامعات البريطانية، ويجب أن لا تقتصر إستراتيجيتنا على محور واحد بل يجب تفعيل كافة المحاور المتاحة لتحقيق الإستراتيجية الإعلامية الخارجية وبالتالي الوصول إلى الهدف الذي نسعى إليه جميعاً. أمنية مواطن محب.
كلية الملك فهد الأمنية - الرياض
|