Saturday 4th December,200411755العددالسبت 22 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مسؤوليتنا تجاه أمن المجتمع.. مسؤوليتنا تجاه أمن المجتمع..
عبدالعزيز العبد الله التويجري / كاتب صحفي ورئيس تحرير سابق

في برنامج (مع الأحداث) قدم تلفزيون المملكة العربية السعودية، على القناة الأولى مساء يوم الأحد 9-10-1425 بعد الساعة الثامنة، برنامجاً حوارياً تحت عنوان (مسؤوليتنا تجاه أمن المجتمع) من إعداد الشيخ عادل العبد الجبار.. شارك فيه كل من الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، المدرس بالمعهد العالي للقضاء، والدكتور (سعود بن صالح المصيبيح) مدير عام العلاقات العامة والتوجيه بوزارة الداخلية. وقد وفقت ولله الحمد بمتابعة تلك الندوة أو الحوار، الذي اعتبره من أفضل وأنجح الحوارات في موضوعه، حيث وُفِّقَ معد البرنامج كل التوفيق في الإعداد الجيد المتماسك المتوافق عملا وفكراً وهدفاً ومنهجاً، يشد المشاهد ويستجلب كل حواسه، ويستحضر كل أفكاره بالربط الجيد بين الفكر والمشاهد وبين الطرح الحواري مع المشاركين والمستمعين، حتى أعطى الموضوع حقه وأشبعه بالبحث والمناقشة، وقدم الفكر المطلوب للمستمع على طبق من ذهب (كما يقول المثل).. فقد استهل الموضوع بمشهد رائع وجميل، جمع بين القيادات التنفيذية الأمنية والشرعية تحت مظلة مجلس التوجيه القيادي الحكيم لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني - واستمع الجميع إلى توجيهات سموه الكريم وشكره وتقديره لرجال الأمن البواسل، كما استمع الجميع إلى تأطير التوجيهات السامية بكلمة موفقة ورائعة، ودعاء صادق مخلص من قِبَل مفتي المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي طمأن الأمنيين بنصر الله لهم بصفتهم حماة الأمن في الوطن، وعلى ارض الحرمين الشريفين، الذي وعد الله بحمايته من كيد الكائدين وخراب المفسدين الذين يسعون في الارض فساداً وتخريباً بلا هدف ولا روية، غير الضلال المبين، والانحراف الفكري المشين.. كما تخلل الحوار في الحلقة مشهد مثير لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز - أمير منطقة القصيم - وإلى جواره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية - وهما يتجولان في المستشفى بين أَسِرَّة المرضى في زيارة للمصابين بحادث عنيزة الأخير، ويقدمان شكر القيادة وتقديرها للرجال الأبطال الذين تعرضوا لبعض الإصابات في هجومهم على وكر من أوكار الضالين المنحرفين عن الصراط المستقيم، والخارجين على الأمة، والدين، والوطن، إلى متاهات التعصب والتشدد والجهل الشديد في أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، التي نزل بها القرآن، وأورثها لنا رسول الأمة محمد بن عبدالله - عليه أفضل الصلوات والتسليم -.. هذا المشهد الذي يعبّر أصدق تعبير عن التلاحم، والحب والولاء والإخلاص المتبادل بين القيادات المختلفة، ورجال أمننا الشجعان الأبطال الذين نذروا أنفسهم وأرواحهم للدفاع عن أمن الوطن وأمن المواطنين وحماية دين الأمة ومعتقداتها من الخارجين عليها، والذين يسيؤون إليها، وإلى هذا الدين الحنيف بما ليس فيه من حيث لا يعلمون، والإصرار على رفض القبول من الذين يعلمون.
ولقد أجاد المحاور الفاضل الطرح على المشاركين، حيث قدم فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله السند الكثير والكثير من الأدلة والبراهين التي تدحض مزاعم الضالين المضلين بما فيه القناعة الشرعية والتنوير العقلي بجرائم هؤلاء الذين أغواهم الشيطان وأعمى أبصارهم عن الحق، لاستلهام الرشد من مصادره، والعودة إلى الاستقامة والالتزام بمبادئ الأمة، ومعتقداتها الاعتدالية ورشدها وسدادها في دينها.
كما أشاد وأسهب الدكتور المصيبيح في مجهودات الوزارة، وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسموه مساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، وأثنى على مجهودات وتضحيات رجال الأمن من مختلف مواقعهم وأماكنهم وانتماءاتهم الادارية في التصدي والردع القوي لكل ما يقلق أمن هذه الأمة أو يحاول تحريف دينها أو تشويه صورتها بما ليس فيها دينياً أو إدارياً أو قضائياً، وأن جميع الجهات مدنية كانت أو عسكرية يد واحدة وصف واحد في وجوه المعتدين الآثمين، الذين لا يسمعون القول ولا يقبلون النصح، حتى يتم تطهير المجتمع منهم، وتأمين الأمة من شرورهم. وقد رغب الدكتور المصيبيح في معرض حواره مع المفكرين والصحفيين والدعاة وخطباء المساجد في الاستمرارية والتواصل في التوعية والإرشاد والتوجيه، كل من موقعه وكل من مكانه: الأب في أسرته، والمدرس في مدرسته والمحاضر في جامعته والخطيب في مسجده والداعي في دعوته، مع الالتزام بالمصارحة والمكاشفة وطرح المزاعم الخبيثة بصراحة ووضوح، والرد عليها بصدق وجرأة وصراحة، وأنه لا عذر بعد أن اتضحت الرؤية وانكشفت المزاعم وظهر الحق وزهق الباطل. وأكد على أن الأمن مطلب الجميع ومسؤولية الجميع، فكل مواطن مسؤول مسؤولية كاملة عن أمن وطنه كما هي مسؤوليته عن أمن بيته؛ لأنه إذا لم يتحقق الأمن للمواطن في وطنه.. لن يتحقق له الأمن في بيته.. ومن هذا المنطلق، فإنه يتحتم على كل مواطن ومقيم أن يكون يقظاً دائماً ومنتبهاً لكل ما يجري حوله، وأن يكون لماحاً لكل ما يقابله أو يسمعه أو يطلع عليه في محاولة لاستنتاج التصرفات المريبة، والأقوال الخاطئة والأعمال المشبوهة التي يحس بشيء من الريبة فيها واعطاء المعلومات للجهات الأمنية المختصة لتحليلها وتدقيقها ومراقبة ومتابعة تلك الشبهات الانحرافية في جميع المخالفات الأمنية وليس في الانحرافات الفكرية فقط للعمل على رصدها والقضاء عليها، وتلك أقل الواجبات الوطنية على كل مواطن ومقيم.
وشكراً لتلفزيوننا العزيز على تلك البرامج البناءة الهادفة، والتي بلا شك ستؤتي ثمارها التوعوية في المجتمع وبين المواطنين، راجياً تكثيف مثل هذا البرنامج، وبثه على مختلف القنوات السعودية والعربية التي يمكن التعامل معها لما فيها من الفوائد الكثيرة والمنافع الجمة، التي تغرس في المواطن معرفة المبادئ والأسس الإسلامية الصحيحة لديننا الحنيف، وتعمق أصالة الحب والولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي وحكومته الرشيدة.. والله ولي التوفيق.

الرياض - تليفاكس: 4382424


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved