Saturday 4th December,200411755العددالسبت 22 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

النظافة ومقياس وعي الشعوب 3 - 4 النظافة ومقياس وعي الشعوب 3 - 4
بعثرة النفايات في الحدائق والمنتزهات
م. عبدالعزيز بن علي الزنيدي /وكيل بلدية عنيزة للخدمات

إن كانت (الكتابة على الجدران) و(رمي مخلفات البناء في المرافق العامة) من السلوكيات الخاطئة التي تقود الشعوب بالاتجاه المعاكس للتحضر فإن (بعثرة النفايات في الحدائق والمنتزهات) من أشد السلوكيات التي يوصم بها أي مجتمعٍ بالتخلف لأن فيها توسعاً لهوة الجهل.. وهدراً لجهد فرق النظافة.. وتشجيعاً للآخرين على التمثل بذلك السلوك الخاطئ.. حيث من يرى المنتزه أو الحديقة وهي مملوءة بمخلفات المتنزهين لا يجد غضاضة في أن تكون نفاياته من ضمن تلك النفايات.. والشواهد العينية على تلك الظواهر كثيرة.. فالحدائق لا تخلو من أكياس والعلب الفارغة ولفائف السندوتشات.. رغم وجود أكثر من حاوية نظافة على جنبات الحديقة.. والمنتزهات البرية لو تكلمت لبكت من تدنيس طبيعتها البكر وطمس معالم جمالها بالنفايات المتعددة الأشكال والألوان ولا يخلو موقع بري بعد نزوح مرتاديه من النفايات الصلبة مثل (الأخشاب والبراميل والكفرات والبلوك) ناهيك عن المخلفات الصغيرة المتمثلة في (العلب الفارغة والزجاج والأكياس البلاستيكية والكراتين) فعلاً ستبكي تلك المنتزهات وبحرقة على من يسرق جمالها ويحول ذلك الجمال إلى أكوام من النفايات والمخلفات، مع العلم بأن المعالجة لن تكلف المستفيد من الموقع أكثر من خمس دقائق يلملم النفايات الخفيفة ويجمعها في أحد الأكياس وينقلها في طريقه إلى أقرب مرمى للنفايات وهذه تضحية كبرى، والتضحية الأقل أن يحفر لها في أحد الجنبات ويحرقها ويدفنها بعد الحرق. ويكون بذلك التصرف خدم نفسه ومجتمعه وبيئته وارتقى بسلوكه إلى درجة التحضر.. وقدم درساً في المواطنة لمن معه للتمثل به في كل رحلة برية.. فإذا أردت أن تحصل على مكان بري نظيف عليك أن تبدأ بنفسك وتتركه نظيفاً كي تلقاه في مرة أخرى أنظف.. وعلى سبيل الاستشهاد وضمن فعاليات السياحة الصيفية بعنيزة يعتبر منتزه الدائري الغربي هو المتنفس الأكبر والأجمل في المنطقة حيث يرتاده أكثر من عشرة آلاف مستفيد يومياً وخلال إقامة الفعاليات السياحية يتضاعف الرقم ومن أجل السيطرة على نظافة الموقع فقد جندت البلدية الطاقات البشرية اللازمة للحفاظ على الموقع بصورة نظيفة حيث تم تخصيص عشرة عمال للتجول داخل المنتزه لرفع المخلفات أولاً بأول حتى لا يتشوه الموقع وتستمر جولاتهم حتى منتصف الليل أو أكثر بقليلٍ ومع هذا الحرص والجهد من يزور الموقع في الصباح الباكر يتصور أن هذا الموقع مخصص لتجميع النفايات الخفيفة وذلك بالرغم من وجود عشرة عمال مفرغين من بعد صلاة العصر وحتى منتصف الليل لجمع النفايات.. علماً بأنه تم توزيع أكثر من (100 حاوية) نظافة صغيرة لتسهيل جمع النفايات فيها من قِبل المتنزهين.. ولكن يبقى الوعي والحس الثقافي أكبر من طاقات البلدية وعمالها لو تمثل به هؤلاء المتنزهون وخدموا نظافة المنتزه بنقل مخلفاتهم فقط ورموها في المرامي المخصصة وتعاملوا بواقع الحكمة التي تقول (اترك المكان كما تحب أن تراه) ولا أعتقد أن هناك من يحب أن يرى المكان قذراً.. فلو تصرف الناس بهذا السلوك الحضاري لانصرف أولئك العمال لخدمات أخرى يحب أن يراها المستفيد من المنتزه مثل زيادة المسطحات الخضراء وصيانة المرافق والتشكيلات الجمالية وما شابه ذلك.. وللأسف الشديد فإن الحدائق العامة والمنتزهات البرية يزداد فيها الوضع السيئ للنظافة والسبب تلك العقول غير النظيفة مع مشاركة أهل العقول النظيفة لعدم تحرك غيرتهم ومحاسبة ومعاتبة من يراه يهدد جهود التحسين المنفقة على الحدائق بعبث مرتاديها فهناك من لا يرى غضاضة في تصرفاته المشينة وحينما يلقى اللوم والمعاتبة قد يتحول إلى متعصب لمحاربة العابثين وبذلك تتوسع دائرة أهل الحمية والغيورين على نظافة الحدائق والمنتزهات.. (ومن لا يضره أن يكون شيطاناً أخرس فلا غرابة أن يسكت عن الحق).. فالنظافة المعنوية رديفة للنظافة الحسية يجليها الامتثال والسمع والطاعة.. وإقامة الدين وعدم التفريق فيه يجليها علاقة المسلم مع ربه ومع نفسه ومع مجتمعه.. فالمسلم مطالب بالنظافة المعنوية والحسية وعليه أن يتذكر أنه يتعامل مع مؤسسات حكومية تقوم بعبء النظافة والتحسين وحماية البيئة من التلوث ومن حق هذه المؤسسات عليه ألا يفسد ما أصلحته وأن يستفيد مما هيأته وأن يتخلى عن سلبيته وأنانيته فيمد يده للمساندة والمساعدة وأن يكون عيناً واعية خلف إنجاز تلك المؤسسات، فالمال ماله والوطن وطنه وتهاونه في شيء من ذلك ظلم فادح يوقعه بالترصد وسبق الإصرار على نفسه وعلى الآخرين من حوله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved