Saturday 4th December,200411755العددالسبت 22 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
الطريق إلى القدس! 1- 2
عبد الفتاح أبو مدين

قضى الناس أياماً مشدودين إلى مسلسل: (الحجاج بن يوسف الثقفي)، في رمضان من عام 1424هـ، وكان الفريق الذي شارك في تمثيل ذلك المسلسل على مستوى جيد بل عالٍ من الإتقان.. وتحدث مشاهدو ذلك البرنامج بإعجاب، لأن الممثلين استطاعوا شد المشاهد العربي إليهم أكثر من ثلاثين يوماً.. وكانت شخصية الحجاج بن يوسف قوية في الدور الذي قام به الممثل السوري القدير عابد فهد، كما كان أكثر من شارك في ذلك البرنامج على مستوى عالٍ، ورسخ البرنامج في نفوس متابعيه، لأنهم أعجبوا به.. ولا أريد المضي بالحديث عن المخرج وكاتب حلقات البرنامج وكل مراحل ما عرض على المشاهد العربي، لأن حديث اليوم، عن برنامج آخر، فيه بعض أبطال مسلسل العام الفارط، وكان كاتب السيناريو نفسه الذي قدم برنامج الحجاج..!
* المسلسل الجديد، عنوانه: (الطريق إلى كابل)، وما أن أخذ الناس في متابعة حلقات البرنامج مع إطلالة شهر رمضان 1425هـ، حتى أشيع أن هذا المسلسل سوف يتوقف بعد عرض الحلقة الثامنة، وكان ما قيل.. غير أن فضائية قطر، ملتزمة بتنفيذ برنامج، الطريق إلى (كابول)، ولم يُقال للمشاهد العربي مبررات إيقاف البرنامج، وربما قيل من طرف خفي، إن ثمَّ خللاً في هذا المسلسل، وهو ادعاء ليس له دليل قاطع ومقنع.. ولعل كلاماً تلوكه الأفواه، أن محطة بث البرنامج Mbc وفضائية قطر، وكل محطة تحاول بث هذا البرنامج، يطالها الإنذار والتهديد!
* وقدمت الفضائية العربية خلال أيام رمضان المنصرم، مقابلة مع كاتب السيناريو، تحدث فيها بتحفظ كبير وحذر، عن إيقاف بث المسلسل، إلا أنه أعلن، أن قناة قطر الفضائية لم تبد قبل إيقاف المسلسل أي ملاحظات عليه بعد تسلمه، وهذه الإشارة تؤكد أن إيقاف بث المسلسل ليس مرده خلل فيه، وإنما هناك أسباب خفية لم تجد شجاعاً يعلنها.. وحرم المشاهد العربي من مشاهدة حلقات هذا المسلسل، وإن كان المطلعون على مسرحية احتلال أفغانستان، عبر اقتحام الاتحاد السوفييتي لهذا البلد، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، المطلعون يحيطون بتلك التدابير والتخطيط من الدولتين الكبيرتين!
* ولو أتيح لهذا المسلسل أن يعرض كله، لعشنا رؤى مهمة، عبر سيناريو يعرض المسرحية الكبرى عن أفغانستان، ليس عبر تاريخها الطويل منذ الفتح الإسلامي وما تلاه، وهذا لا حاجة له لأنه مسطر في الكتب، ولكن عبر تاريخها الحديث، منذ اجتياح الروس لهذا البلد الإسلامي، وما تخلل ذلك من دعم غربي، وربما تركز في الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة الروس بكل السبل، إلى أن رحلوا.. من المؤكد أن طالبان وبن لادن وغيرهما من صنع أمريكا، وحين أزيح الروس عن أفغانستان، انقلب كما يقال السحر على الساحر! والوجهان روسيا وأمريكا، يمثلان استعماراً جديداً بشعاً، لأنهما يقتلان شعباً وأمة مستضعفة، ليست في قوة وتحدي كوريا الشمالية!
* إذاً، فإن الدولتين الكبيرتين تمثلان استعماراً مغايراً لما كان من قبل من سيطرة الاستعمار الغربي على الشعوب المستضعفة في أفريقيا وآسيا وغيرهما.. الاستعمار والاجتياح الجديد ينطلقان إلى مصالح خارج حدود البلد المحتل، إنها أطماع ومصالح أبعد وأوسع، في احتلال أفغانستان والعراق بعدها، لأن هذين الموقعين في الخريطة الجغرافية لا سيما اليوم إستراتيجيان كما يقال، من أجل أطماع ما حول الموقعين للسيطرة على الممرات والمواقع الشمالية لأفغانستان، في بحر قزوين وما حوله، طمعاً في ثروات أرضية، وإحكام السيطرة على مواقع جغرافية، تحكم الطوق على ممرات تخدم أهداف أمريكا وإسرائيل!!
* والحال نفسها في احتلال العراق، للهيمنة والضغط على سورية والالتصاق بإيران، حتى تحد من توسعها في مشروعها النووي، فتفلت من الطوق، كما حدث في كوريا الشمالية.. وأمريكا تعلم مسبقاً، أن العراق ليس عنده - أورانيوم لصنع الذرة، وأنه دمر منذ ضربت إسرائيل مفاعله الذري، وأعقبه الحرب الأمريكية الأولى وحلفاؤها، بعد احتلال العراق للكويت.. والمخطط أحكمت حلقاته، فحاكم العراق صدام حسين باع بلاده وقبض الثمن، باحتلال الكويت، وعدم التراجع عنها.. وتمت اللعبة والبيع والشراء بين الطرفين، اتفاق لا رجوع فيه، وتم تدمير بلاد الرافدين، ليقوم في المنطقة استعمار جديد على نمط جديد، غير الاستعمار البائد وغزوه واحتلاله، من أجل السيطرة على المنطقة، بدخول الخليج عبر حلف، يختلف كثيراً عن حلف بغداد السابق الصوري، لأن الجديد له إستراتيجية محكمة التخطيط، ولا أحد يقول إنه هيمنة، لئلا تأتي روسيا جديدة للمزاحمة، وإن كانت روسيا اليوم، غير روسيا الأمس.. إن هدف الاحتلال الجديد، إحكام الطوق على المنطقة، وإسرائيل قريبة وقوية، لأنها أمريكا جديدة في الشرق منذ عام 1948م، وقويت ليكون التوازن بين الأمريكتين، ولا أعني الشمالية والجنوبية، ذلك أن أمريكا الشمالية ليس لها ولاية جديدة تضاف إلى ولاياتها، وإنما في دولة مستقلة جديدة، تملك القوى والجيش المدرب المتطور من الجنسين، في ولاية عندها كل شيء. لأن الأرض: (أخذت زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها) كما يؤكد الكتاب العزيز في سورة - يونس -.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved