*مراكش - واس :
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مساء أمس بمراكش كاتبة الدولة الاسبانية في التعاون الدولي لايري باخين، التي كانت ضيفة جلسة الحوار الثانية التي نظمها المؤتمر الثالث لمؤسسة الفكر العربي في اليوم الثاني من أعماله. وتناول اللقاء أهمية موضوع المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار (العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة)، وأهمية المحاور المطروحة للنقاش فيه، كما تناول اللقاء العلاقات العربية الاوروبية والروابط التي تجمع بالخصوص إسبانيا مع بلدان العالم العربي، وضرورة تعزيز الحوار بين المثقفين من العالم العربي ومن اوروبا لتقديم الحقائق وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة.
وفي جلسة الحوار، التي استضافتها في اليوم الثاني من اعمال المؤتمر الفكري، اكدت كاتبة الدولة الاسبانية في التعاون الدولي لايري بخين أن هناك مسيرة مشتركة وتفاعلا على مدار التاريخ بين أوروبا والعالم العربي، تعود الى ثمانية قرون مضت.. مبرزة أن بلادها ترغب في أن يسود التعايش بين الاوروبيين والجاليات العربية المقيمة بالدول الغربية. وأضافت المسؤولة الاسبانية أن هذه الفترة التاريخية قوت الروابط بين الثقافات الثلاث التي تعايشت في اسبانيا، وهي الاسلامية والمسيحية واليهودية، الشيء الذي أصبح معه التعايش واقعا محسوسا وحقيقة ملموسة وليس ضربا من الوهم كما يعتقد البعض.
وأضافت باخين اننا نفهم الحضارة باعتبارها حقائق متطورة تستقبل اسهامات كل الاطراف وتسير في كل الاتجاهات.. مبرزة أننا لسنا عالمين منفصلين بل متشابكين يدين كل منهما للآخر بالكثير من الاشياء.
واوضحت المسؤولة الاسبانية أن الحوار بين الحضارات والاديان ليس صراعا بل هو تفاعل فيما بينها، باعتبار أن الحضارات ليست ملكا لاحد بعينه بل هي إرث إنساني يخص الجميع.
واستعرضت كاتبة الدولة الاسبانية مبادرة برشلونة فيما يخص الحوار الاورو متوسطي كنمودج لما يمكن أن تكون عليه الروابط بين العالمين العربي والاوروبي، ودورها في تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الجانبين، مبرزة أن هذه المبادرة أدت الى خلق شبكات للتعاون واقامة مشاريع مشتركة بين الطرفين، مشددة على ضرورة تضافر الجهود حتى يشمل التعاون مختلف المجالات ذات الاهتمامات المشتركة.
وتطرقت المسؤولة الاسبانية من جهة أخرى الى تجربة بلادها بعد مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تهم سنوات 1977م 1983م، مبرزة أن مدريد مستعدة للتقرب أكثر من العالم العربي وجعل هذه التجربة وسيلة لتنمية ودعم العلاقات بينها وبين الوطن العربي.
|