* الرياض - نايف الوعيل:
أكد عدد من الأكاديميين أن الانتخابات البلدية تسير بشكل جيد ومطمئن، وأن هذه الخطوة جديرة بالاهتمام والتشجيع؛ حتى يتحقق ما تسعى إليه الدولة -أيدها الله- من خلال هذه الانتخابات.
ففي حديث ل(الجزيرة) أكد الدكتور طلال ضاحي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود أن هذه التجربة جديرة بالاهتمام والتشجيع، وأن نسبة استجابة المواطن للحدث جيدة إلى حد ما، فالإقبال جيد، وهو في تزايد. وعن أسباب قلة العدد ثم التزايد مع مرور الأيام، أوضح الدكتور الضاحي أن تسليط الضوء على العملية الانتخابية والدور التوعوي الذي تقوم به وسائل الإعلام بجميع أنواعها هما من أهم الأسباب التي دعت إلى تزايد العدد مع مرور الأيام، مضيفاً أن التزايد متوقع، وخصوصاً مع الأيام الأخيرة، وأشار إلى أن حماس العاملين في المراكز يبشِّر بعمل رائع وإنجاز فريد.
وعن مشاركة أصحاب السمو الأمراء ومعالي الوزراء في هذه التجربة أكد أنها تدل أولاً على وعي أصحاب السمو الأمراء ومعالي الوزراء بأدوارهم كمواطنين، وهي أيضاً تساعد وتشجع الكثير من المترددين على المبادرة بتسجيل أسمائهم. وعن دور الأكاديميين في هذه العملية قال الدكتور الضاحي: إن الأكاديميين سيمارسون حقهم أولاً كمواطنين، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب المواطن، سواء أكان أكاديمياً أم غير ذلك؛ للمشاركة في صنع القرار.
واختتم الدكتور الضاحي حديثه بأن هذه المرحلة من أهم المراحل التي تمر بها البلاد، وأن الدولة قد أقدمت من خلال هذه العملية على خطوة تاريخية، والدور الآن على المواطن الذي لا ينقصه أي وعي بالنسبة لدوره. وأكد الدكتور أن مَن يشكك في نجاح هذه العملية، سواء أكان من الأكاديميين أم غيرهم، فهو يخطئ في حق نفسه أولاً، وبعد ذلك في حق وطنه. ومن جانبه أكد الدكتور المتقاعد عبد العزيز التركي أن الفرصة لم تسنح له للاطلاع عن كثب على عدد المقيدين إلى الآن، ولكن ما قرأه وسمعه يؤكد أن الإقبال ليس بالعدد المتوقع، ولا هو بالعدد الذي يرتقي للمستوى الذي يتطلع إليه المسؤولون في الدولة. وأضاف التركي أن العدد سيزداد مع مرور الأيام، وخصوصاً في الأيام الأخيرة.
وعن أسباب ضعف الإقبال أكد أن الكثير من المواطنين ليس لديهم علم عن الأهداف الحقيقية للانتخابات، كما أن الكثير يعتقد أن الاقتراع بلا أهمية، وهذا كله يعود لحداثة التجربة على المجتمع. وطالب التركي بتثقيف المواطنين في الفترة المتبقية، وذلك بالتعامل مع المجتمع كشرائح، وأن يتعامل الإعلام مع كل شريحة بالطريقة التي تناسبها.
وأشار التركي إلى أن للأكاديميين والمثقفين السعوديين عبئاً كبيراً جداً، ليس فقط للتسجيل، وإنما أيضاً لتثقيف المجتمع الذي حوله، فالأكاديميون لهم دور أكبر من المثقفين؛ فهم ملتصقون بشريحة أكبر من المواطنين، سواء في الجامعات أو في الاجتماعات أو في المحاضرات، مؤكداً على أن للمشايخ والخطباء والعلماء والوعاظ دوراً كبيراً أيضاً؛ فهم يصلون إلى شرائح كبيرة في المجتمع ومن أصحاب التأثير الكبير في المجتمع، فمن المفترض أن يُوعز لهم بالمشاركة في هذه الحملة من خلال الخطب والمحاضرات، وأن يتم التوضيح من خلالها أن هذه الانتخابات من مصلحة المواطن. وطالب من اللجنة المشرفة أن تستفيد من خبرات بعض الشركات الإعلانية في مجال تكثيف الحملة الدعائية في الأيام القادمة. وعرج التركي خلال حديثه إلى أهمية دور المرأة السعودية في هذه الانتخابات مع أنها لن تشارك؛ فدورها يعتبر تثقيفياً، وتوقع أن الانتخابات في مرحلتها الثانية والثالثة ستنجح بدرجة أكبر من نجاحها في الرياض، والسبب أن اللجنة ستتفادى الأخطاء التي وقعت فيها. واختتم حديثه بأن إقبال المواطنين على هذه التجربة سيكون مشجِّعاً للدولة لتكرار العملية الانتخابية في مجالس أخرى.
ومن ناحيته أكد الدكتور سعد الحسين أستاذ الجغرافيا في جامعة الملك سعود أن الإقبال ينمو بعد أن كان متواضعاً، واستغرب من عدم إقبال المواطنين لصناعة قرارهم. وأرجع السبب الذي يُعتقد أنه خلف قلة الإقبال إلى قلة ثقافة الناس بمفهوم العملية الانتخابية. وتمنَّى الحسين أن تكون المراكز الانتخابية في مراكز تجمع المواطنين؛ كوقت العمل الرسمي في داخل الوزارات والجامعات، وأضاف أنه من المتوقع وبدرجة كبيرة جداً أن تتزايد الأعداد في الأيام القادمة. واختتم الدكتور سعد كلامه بالتأكيد على أن المراكز الانتخابية معدَّة لاستقبال 3200 ناخب في اليوم، وهي مهيئة بكامل التجهيزات لاستقبال هذا العدد في أي وقت. وأضاف الدكتور خالد الصغير الأستاذ المشارك في جامعة الإمام أن الجهود المبذولة لتقييد أسماء الناخبين جبارة جداً، وبيَّن مدى أسفه للبداية المتعثرة الكامنة في ضعف الإقبال، وعزا ذلك إلى عدم استيعاب المواطن السعودي لهذه التجربة الجديدة بشكل جيد، وبيَّن أن المواطن بدأ في استيعاب هذه التجربة، والدليل الإقبال المتزايد. مشيراً إلى أن دور الأكاديميين كبير في التوعية والتثقيف. وطالب الحسين بأن يقوم الإعلام المرئي والمسموع بكامل دوره التوعوي في تثقيف المواطن بهذه الفكرة، مشيداً بمشاركة أصحاب السمو الأمراء ومعالي الوزراء، وأكد أنها تعتبر داعماً قوياً للمواطنين على التقدم لتقييد أسمائهم.
|