* كييف - الوكالات:
وافق البرلمان الأوكراني أمس الجمعة على مطالبة حكومة الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما بسحب القوات الأوكرانية من العراق وقوامها 1600 جندي.
وصوت لصالح القرار 257 عضواً في المجلس المكون من 450 مقعداً، وتقدم بالاقتراح المجموعة الشيوعية.
وحسن إرسال القوات الأوكرانية إلى العراق علاقات كييف مع الولايات المتحدة التي شابتها مزاعم بأن إدارة كوتشما باعت نظام الرئيس العراقي صدام حسين أنظمة رادار.
وأمس أيضا بدأت المحكمة العليا في أوكرانيا جلستها الأخيرة بشأن إن كانت ستلغي نتيجة انتخابات الرئاسة المتنازع عليها التي دفعت البلاد نحو اضطرابات وأدت إلى انعدام الثقة بين روسيا والغرب.
وتوجه مئات من مؤيدي مرشح المعارضة فيكتور يوتشينكو إلى الميدان الرئيس في العاصمة، وبالقرب من المحكمة، لكن العدد كان أقل في اليوم الثاني عشر من الاحتجاجات الحاشدة لإلغاء النتائج الرسمية للانتخابات التي منحت الفوز للمرشح المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش.
واتفقت معظم القوى السياسية في أوكرانيا على إجراء انتخابات جديدة هناك حاجة إليها لإنهاء الازمة التي أصابت الاقتصاد وأثارت المخاوف من حدوث انقسام في البلاد بعد 13 عاما من حصولها على الاستقلال من الاتحاد السوفيتي لكنها تختلف بشأن نوع الانتخابات.
وقال الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما الذي يؤيد يانوكوفيتش ان إعادة الانتخابات سيكون أكثر من (مهزلة).
واتفق الجانبان في الأزمة على انتظار حكم المحكمة العليا التي اجتمعت طوال الأسبوع لبحث مزاعم المعارضة بأن انتخابات 21 نوفمبر - تشرين الثاني تم تزويرها من أجل مصلحة يانوكوفيتش. وأدت الازمة إلى توتر في العلاقات بين روسيا التي تشعر بالقلق من خسارة نفوذها فيما تعتبره الفناء الخلفي لها وبين الغرب الحريص على أن يشهد ديمقراطية مستقرة على أطراف الاتحاد الأوروبي الموسع.
ويحظي الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد مطالب بإعادة سريعة للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة. ويبرز هذا الإجراء من جانب الرئيس الروسي مخاوف الكرملين من أنه في حالة وصول مرشح المعارضة فيكتور يوتشينكو إلى السلطة فقد يضعف الصلات مع موسكو ويدفع أوكرانيا بقوة أكبر في أحضان الغرب. ويريد كوتشما الذي طار إلى موسكو يوم الخميس انتخابات جديدة تماما وهي عملية أطول يمكن أن تكون في صالح مرشحه، لكنه قال: إنه مستعد لتسريع العملية.
وقال بوتين لكوتشما في اجتماع في مطار خارج موسكو: إن إعادة الجولة الثانية من الانتخابات قد لا يكون مجديا.
وفي إشارة إلى التوتر الذي تضفيه الانتخابات على العلاقات في الوقت الذي تتنافس فيه روسيا والغرب على النفوذ في أوكرانيا انتقد الرئيس الأمريكي جورج بوش بشدة تدخل موسكو قائلا: إنه يتعين على الأطراف الخارجية عدم التدخل في انتخابات جديدة.
وتحولت الأزمة إلى صراع على النفوذ في أوكرانيا بين الغرب الذي يميل إلى يوتشينكو وروسيا التي تفضل يانوكوفيتش.
وإذا حكمت المحكمة بأن الانتخابات كانت غير شرعية فإن لجنة الانتخابات المركزية من المرجح أن تدعو إلى انتخابات جديدة، ويتركز الخلاف الآن على نوع الانتخابات.
ويخاطر يوتشينكو بأن تفقد المظاهرات الضخمة المؤيدة له القوة المحركة لها وتنفد الاموال.
ويطالب بإعادة الجولة الثانية فقط بأسرع ما يمكن بينه وبين يانوكوفيتش.
ويريد كوتشما الذي سيجني ثمارا أكثر من التأجيل إجراء الانتخابات من نقطة البداية.
وسيستغرق ذلك ما يصل إلى ثلاثة أشهر ويبقيه في السلطة لفترة أطول مع وصوله بسهولة أكبر إلى الأموال الأمر الذي قد يعطي تقدما لمرشحه المفضل.
وهناك تكهنات متزايدة بأنه إذا سار كوتشما في طريقه فإنه سيتخلى عن يانوكوفيتش الذي عزله البرلمان من منصب رئيس الوزراء يوم الاربعاء.
وفي بادرة أخرى على أنه قد يسعى إلى مرشح بديل قال كوتشما للوزراء إنه يوافق على عزلهم إذا مضى البرلمان قدما في إصلاحات تعطي الحكومة مزيدا من السلطات.
|