في مثل هذا اليوم من عام 1967 أجرى الجراح الجنوب إفريقي كريستيان برنارد أول عملية لزراعة قلب بشري لمريض يعاني من قصور كبير في وظائف القلب في العالم.
أجريت العملية في مستشفى جروت شور في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا وعاش المريض الذي كان عمره آنذاك 53 عاما وهو طبيب أسنان 18 يوماً قبل أن يرفض جسمه القلب الجديد، ولكن شهرة الدكتور برنارد كانت قد طبقت الآفاق بالفعل.
ولد رائد زراعة القلب في العالم كريستيان برنارد في جنوب إفريقيا عام 1922م.
عمل كجراح قلب في مستشفى جروت شور. بدأ منذ مطلع الستينيات تجاربه في مجال زراعة القلب من خلال نقل قلب بشري من شخص ميت حديثا إلى المريض.
وفي عام 1967 حصل على المريض المتطوع وهو لويس فاشكنسكي الذي قبل بإجراء عملية زراعة القلب له ليعيش 18 يوما فقط. وفي أعقاب إجراء هذه العملية لأول مرة قال: لا أشعر أنني قمت بعمل عظيم للغاية. إنه مجرد تطور طبيعي لعمليات جراحة القلب المفتوح. لا اعتقد أنه حدث عظيم يثير مشاعر خاصة.
والحقيقة أنني شعرت بالسعادة عندما شاهدت القلب المزروع ينبض من جديد. وأنا أصلا لم أبلغ إدارة المستشفى بأني سأجري عملية لأول مرة.
ورغم أن أحد المرضى الذين زرع لهم برنارد قلباً عاش لمدة عام ونصف العام فإنه كان يعتمد على تناول الأدوية المثبطة لجهاز المناعة حتى لا يرفض الجسم القلب الجديد الأمر الذي جعله عرضة للإصابة بمختلف الأمراض.
ولم يمر وقت طويل حتى تقرر وقف هذه الجراحات بسبب المخاطر العالية التي تنطوي عليها.
وبالطبع فالعلم لا يتوقف لذلك واصل الأطباء تجاربهم على حيوانات التجارب من أجل الوصول إلى أساليب أكثر فاعلية وأمناً من أجل زراعة القلب والتغلب على مشكلة رفض الجسم للعضو المزروع حتى عادت هذه العمليات مرة أخرى.
وبمرور الوقت أصبحت جراحات زراعة القلب والكلى والكبد أخيرا من العمليات التي يمكن إجراؤها في الكثير من المراكز الطبية في مختلف أنحاء العالم.
ولم تكن المملكة العربية السعودية بعيدا عن مسيرة التطور العالمي في هذا المجال حيث أصبح بالمملكة حالياً أكثر من مركز طبي يجري جراحات زراعة الأعضاء بمختلف أنواعها بنسب نجاح تتجاوز المعدلات العالمية.
|