في مثل هذا اليوم من عام 1992 وافق مجلس الأمن الدولي على التدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة في الصومال لوقف الحرب الأهلية هناك بعد انهيار حكومة الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري.
وكانت الولايات المتحدة قد بدأت مع مطلع التسعينيات تتخلص من عقدة حرب فيتنام التي جعلتها تبتعد عن إرسال قواتها إلى أي مناطق صراع في العالم بعد الهزيمة المخزية في فيتنام خلال الستينيات. بدأت أمريكا عقد التسعينيات بقيادة تحالف دولي موسع لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 .
ولم تقع خسائر تذكر في صفوف القوات الأمريكية في هذه الحرب مما جعل مهمة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب في إقناع الأمريكيين بالتدخل العسكري في الصومال سهلة. وكانت الأوضاع الأمنية قد تدهورت بشدة بعد إسقاط حكم الرئيس الصومالي محمد سياد بري عام 1991 دون أن يتمكن أي فصيل من الفصائل الصومالية المسلحة التي شاركت في الاطاحة به من السيطرة على زمام الموقف، فانهارت الحكومة المركزية في الصومال وانتشرت أعمال السلب والنهب والصراعات المسلحة وفشلت منظمات الإغاثة الإنسانية في توصيل المعونات إلى ملايين البشر الذين يعانون من المجاعة والجفاف.
في ظل هذه الظروف تدخل مجلس الأمن الدولي وأصدر قراره بنشر قوات دولية لحفظ السلام والأمن في الصومال بقيادة أمريكا التي كانت تعتبر أن منطقة القرن الإفريقي ذات أهمية استراتيجية كبيرة وهو ما شجع إدارة بوش على إرسال قواته إلى هناك. وقد أرسلت أمريكا بالفعل 28 ألف جندي إلى الصومال. ولكن الصوماليين والفصائل المسلحة على وجه التحديد اعتبرت أن هذا التدخل هو احتلال مرفوض، فبدأت تهاجم القوات الأمريكية. وفي أكتوبر عام 1993 تمكنت قوات القائد الصومالي الجنرال محمد فارح عديد من قتل 18 جنديا أمريكيا وسحلهم في شوارع العاصمة مقديشو فقرر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون سحب هذه القوات مطلع عام 1994 .
|