* كتب - عبدالكريم الجاسر:
الاتحاد بطل آسيا.. هكذا قال نجوم الاتحاد وأبطاله وأعلنوا من سيئول وعبر شباك سوننجام الكوري أن العميد هو عميد آسيا المتوج وأفضل فريق آسيوي حالياً.. خمس مرات دك خلالها الاتحاديون المرمى الكوري وكانت كافية لتحويل الكأس من كوريا التي بقي فيها مؤقتاً بعد الفوز الكوري في لقاء الذهاب 3-1 إلى عروس البحر الأحمر مدينة جدة حيث يقع نادي الاتحاد وإلى أحضان الكرة السعودية ليؤكد أبطال العميد أن الكرة السعودية ستظل شامخة قوية على كافة المستويات.. وأنها دائماً وأبداً تقف على هرم كرة القدم الآسيوية.
بالأمس تجلى الفريق الاتحادي وقدم أفراده واحدة من أعظم مبارياته خلال تاريخه ربما.. فأجبر أبطالنا ممثل كوريا على تلقي خسارة تاريخية على أرضه وبين جماهيره وبخسارة لن ينساها الكوريون طويلاً.
لقد تنافس نجوم الاتحاد وأبطاله على التألق فكان من الصعب أن تحدد الأبرز منهم حين تبارى الجميع للإخلاص والتضحية والبذل والعطاء.. فتوالت الأهداف في المرمى الكوري ومعها توالى الفرح السعودي بلقب قاري جديد يتوج الكرة السعودية ويعيدها للواجهة مجدداً.. لقد كان الاتحاديون في مستوى المسؤولية وفي مستوى الحدث.. فقبلوا التحدي وتحدوا الظروف الصعبة وما حدث خلال لقاء الذهاب وقدموا إنجازاً جديداً لناديهم وجماهيرهم وللكرة السعودية بأسرها.. وحين يضم فريق ما كوكبة من أفضل نجوم الكرة في المملكة وآسيا فانه سيكون طبيعياً أن يتوج بلقب الفريق الأفضل في القارة الصفراء.. فكان الاتحاد بطل آسيا ونجومه أفضل نجوم آسيا بأدائهم الكبير وإصرارهم الأكبر وروحهم العالية.. ولأن الجميع كانوا نجوماً فسنحاول خلال هذه السطور رصد ما قدموه في النهائي الكبير وكيف كان أداؤهم فردياً وجماعياً.
الأداء العام
نجح الكرواتي دراجان في تقديم فريق يؤدي كرة متوازنة.. ولعب بأسلوب رائع اعتمد خلاله على قوة خط الوسط وقدرة أفراده على القيام بدورهم الهجومي والدفاعي بشكل ممتاز ولعب أول خطوات نجاح دراجان تمثلت في التشكيل الصحيح للفريق.. فلعب الصادق في المرمى وأمامه رباعي الدفاع تكر والمولد والمنتشري والسعيد.. وكان التغيير في الوسط من خلال إشراك خميس العويران في المحور وعلى يمينه شيكو وعلى يساره مناف وأمامه نور وفي المقدمة حمزة ومرزوق.
ونجح الفريق بهذا التشكيل في فرض أسلوبه على اللعب والسيطرة على منطقة المناورة وبناء هجمات سريعة وخطرة فكّكت الدفاع الكوري مرات عديدة.. ومزقت شباكه بخمسة أهداف ولا أروع.. وظهر الفريق متقارب الخطوط والمسافات بين اللاعبين وشكل لاعبو خط الوسط قوة كبرى سواء في بناء الهجمات أو استخلاص الكرات قبل وصولها للدفاع الاتحادي الذي كان في أفضل حالاته وظهر نجومه بمستوى ممتاز حضوراً ومتابعة ويقظة.. فأبطلوا الهجمات الكورية في مهدها.. ومما سهل على الدفاع الاتحادي أيضاً تألق الحارس الخبير حسين الصادق الذي سيطر على المنطقة وتصدى لكل المحاولات الكورية.. بينما كانت تحركات حمزة ومرزوق مقلقة وساهم كل منهما في تحرير الآخر من الرقابة فضلاً عن التعاون التام الذي ظهر بينهما.
النجوم في المقياس الفني
- الخبير حسين الصادق: في هذه المباراة عاد الصادق للخلف عشر سنوات وذلك بتألقه وتصديه لكل الكرات الكورية بمختلف أنواعها.. فكان حضور الصادق مذهلاً وتركيزه كبيراً وأجاد في الكرات العرضية بشكل ممتاز.. كما أبعد أكثر من تسديدة بردة فعل سريعة قبل أن تتوفر سوى للحارس حين يكون في أفضل حالاته وجاهزيته وهو ما كان عليه الصادق.
خط الدفاع
- أسامة المولد: طاقة جبارة وشابة لم تقلل من منحها المركز الصعب الذي وضع فيه وهو الظهير الأيمن، فتألق المولد رغم مواجهته لأفضل نجوم الفريق الكوري الروسي دينس والكوري هوم رقم (15).
أجاد المولد إغلاق منطقته بتفاهم تام مع تكر وتقدم خلف الهجمات وإن كان يتحفظ وفي كثير من الأحيان حتى خط الوسط. لاعب قوي يجيد الالتحامات وألعاب الهواء كان عقبة كبرى في الجهة اليمنى لم يستطع الكوريون تجاوزها سوى في مرات قليلة جداً.
- رضا تكر: عملاق الدفاع الاتحادي الهداف، رضا تكر قد يكون أفضل صفقة في تاريخ الاتحاد بالنظر لما قدمه لفريقه حتى الآن..
مدافع متمكن متمرس خبير يجيد تغطية منطقته والرقابة الصارمة وألعاب الهواء.. ببساطة هو مدافع متكامل وعصري.. كان له دور كبير في تقليم أظافر الهجوم الكوري فضلاً عن مشاركته الفاعلة في الهجمات والضربات الركنية وبواسطتها سجل الهدف الأول في المباراة وكما انه سجل الهدف الاتحادي الوحيد في لقاء الذهاب بضربة رأس أيضاً..
حين يكون في قمة جاهزيته كما كان في المباراة فإنه بالتأكيد أفضل مدافع في آسيا.
- حمد المنتشري: الأخطبوط الرائع حمد المنتشري.. لاعب صعب المراس ليس من السهل تجاوزه.. مدافع ماهر ومتمكن وأنيق.. يجيد الألعاب الهوائية والأرضية بنفس الكفاءة يساعده في ذلك حيويته وحضوره القوي في كل المباريات.. مدافع ممتاز في كل مباراة يعطيك المزيد والمزيد وهو نوعية من المدافعين الذين تشبعوا بكرة القدم الحديثة.. وغالباً ما يبدأ هجمات فريقه من الكرات التي يقطعها من الخصوم..
يشكل مع تكر أفضل ثنائي دفاع آسيوي وعربي.. قراءته للمباراة ولتحركات الكرة رائعة ولذلك يشعرك بكرة السهل الممتنع رغم صعوبة ما يقوم به.
- مشعل السعيد: آخر اكتشافات العميد.. وأسرع لاعب يثبت نفسه في صفوف البطل ومنها نحو المنتخب.. مدافع أيسر يجيد المهام الدفاعية والهجومية بنفس الكفاءة.. ولذلك فهو صاحب أداء متوازن إذا دافع بكفاءة وإذا هاجم شكّل خطورة لم يتقدم كثيراً خلف هجمات فريقه تماماً كما فعل زميله على الطرف الآخر أسامة المولد.. لكنه شغل مركزه بكفاءة عالية.. مدافع نشط ويعرف واجبات مركزه جيداً.. سيكون له شأن كبير في هذا المركز في مستقبل الكرة السعودية.. وهو أحد مكاسب الاتحاد هذا الموسم.
خط الوسط
- خميس العويدان: النجم المجهول هو خميس العويران.. لاعب مخضرم يعد أفضل من شغل مركز المحور في الكرة السعودية خلال السنوات الأخيرة.
كانت أدواره في المباراة محددة في العمق ومواجهة الهجمات الكورية.. ونجح في مهمته بشكل كبير حين قطع الإمدادات عن المهاجم الكوري الخطر في رأس الحربة بارك رقم (9).
خميس في هذه المباراة لعب لمسة واحدة وحظي بمساندة جيدة من نور وأبو شقير فضلاً عن المدافعين ولذلك لم يواجه صعوبة في مهمته بفضل قوة خط الوسط.. ونظراً لعدم اندفاع الفريق الاتحادي للهجوم الضاغط فقد كان غالباً محاطاً بمعظم اللاعبين مما جعله يؤدي مهمته بنجاح تام وان كان لم يصل بعد لأفضل مستوياته التي خدمها سابقاً.
- مناف أبو شقير: نجم الجهة اليسرى وأحد صانعي الانتصار العريض.. حيث أشرك دراجان بدلاً من سارافيتش.. وقدم مباراة كبيرة وصنع هدفين وسجل هدفاً وكان شعلة نشاط في الجهة اليسرى.. ونظراً لعدم تقدم السعيد خلفه كثيراً فقد تلقى مساعدة جيدة من مرزوق ونجح معه في تجاوز الدفاع الكوري كثيراً.. وكان مقلقاً للمدافع الكوري الأيمن الذي لم يستطع مساندة مهاجميه بفضل سرعة وتمركز أبو شقير.. وهو عاد لمستوياته المتألقة وقدم في هذه المباراة ما يؤكد أنه نجم كبير في صفوف العميد.
- شيكو: البرازيلي شيكو لعب بشكل ثابت في الجهة اليمنى وكان كعادته نشطاً وماهراً مرر العديد من الكرات داخل المنطقة وخصوصاً في الجهة اليمنى.. فيما يعود للخلف لمساندة المولد عند الهجمات الكورية.. شغل الجهة اليمنى باقتدار ونفذ الضربة الركنية التي سجل منها تكر الهدف الأول.. شيكو حين يكون سليماً فإنه من الصعب إيقاف خطورته.
- محمد نور: نور.. يا نور.. يا محمد نور.. نجم النجوم وقائد الكوكبة الأبطال.. نور قدم مباراة تاريخية سجل هدفين وفعل كل شيء في المباراة.. مجهود وافر.. تحرك واعٍ.. أداء دفاعي وهجومي بنفس الكفاءة.. لياقة عالية.. مهارة أعلى.
نور كان فريقاً لوحده خلال اللقاء، لعب خلف المهاجمين وسبقهم نحو المرمى.. استفاد من تحرك حمزة ومرزوق نحو الأطراف لينطلق في العمق ويسجل.. كان خلال المباراة في أفضل حالاته.. فلم يجد الكوريون له حلاً مطلقاً، لعب بحرية تامة وخلف الكرة ولذلك قدم كل ما لديه.. وأمتع جماهيره بأداء قوي وكرة مباشرة دون تعقيد وسرعة في الأداء تفوقت على السرعة الكورية.
- حمزة إدريس: حمزة قول كان له بصمة في النهائي فسجل الهدف الثاني وتحرك كثيراً وخلخل الدفاع الكوري مرات عديدة.. شكل ثنائياً جيداً مع مرزوق وفتح المجال للاعب الوسط محمد نور حين يتجه نحو الأطراف.. ورغم تقدمه بالسن إلا انه قدم مجهوداً كبيراً وعاد للخلف مرات عديدة للبحث عن الكرة حين يهاجم الكوريون وأكد أنه نوعية خاصة من اللاعبين الذين يحتاجهم أي فريق وكان أحد نجوم الإنجاز الآسيوي الكبير.
- مرزوق العتيبي: رغم أن مرزوق لم يسجل في المباراة إلا أنه كان أحد صناع الفوز بمجهوده الكبير وتحركاته الواعية.. أشغل الدفاع الكوري وشارك في كل كرة، قدم نفسه بشكل ممتاز بعد فترة غياب عن المباريات الكبيرة.. شكل ثنائياً مع حمزة وفتح جبهة بالتعاون مع مناف في الجهة اليسرى.. مرزوق كسب الكثير من المباراة بعودته لمستواه المعهود وأدائه القوي.
- باقي نجوم العميد: شارك في المباراة الغزال الأسمر سعود كريري في الوسط الأيمن مكان شيكو وذلك بعد ضمان النتيجة كما شارك علي سهيل وإبراهيم سويد وقدم الجميع أداء بطولياً رائعاً أكملوا به الملحمة الاتحادية الذهبية وعادوا بكأس الذهب الآسيوي ليسجل العميد وأبطاله نجوم الكرة السعودية بطلاً لآسيا أفضل فريق آسيوي حالياً.
هنيئاً للاتحاديين اللقب الآسيوي وهنيئاً للكرة السعودية وجود هذا الفريق الذهبي ونجومه الذهب.
| 
"الريـاضيـة"