عندما علمت بنبأ رحيل أخي العزيز عيسى الحموان خالجني شعور من الإحساس بالحزن العميق والصامت لا يعرف تفسيره إلا من يعرف (أبا عادي) رغم أن الكثير الكثير من أبناء القريات يعرفون عيسى الحموان معرفة الأخ والأب والصديق فكل الناس أحباؤه، حتى من هم أصغر منه سناً كان يحبهم ويقدرهم ويحترمهم.. وكان -رحمه الله- يقوم بنفسه لينجز عملاً أو ينهي اجراء.. يستقبل الجميع بصدر رحب ويودعهم بأفضل ما يكون الوداع.
يسأل عن الصغير والكبير.. لا مستحيل لديه، كل شيء ممكن إنجازه وكل عمل يمكن أداؤه في سبيل أن يخرج المراجع راضياً شاكراً ليس فقط لشخص عيسى الحموان بل حتى للجنة، فالموظف يعطي انطباعاً حسناً بتعامله الحسن والعكس صحيح.
عيسى الحموان الذي يحمل هذه الصفات الحسنة وغيرها كثير رحل عن هذه الدنيا وصعدت روحه الى بارئها وهو في التشهد في التسليمة الثانية من صلاة التراويح في العشر الأواخر من رمضان وفي يوم الجمعة بعد أن شارك في نهاره في جنازة لامرأة فصلى مع المصلين وذهب مع المشيعين.
عيسى الحموان الذي يحمل هذه الصفات والذي رحل بهذه الطريقة اجتذبت جنازته آلاف المصلين وآلاف المشيعين الذين ضاق بهم الجامع والطرقات الى المقبرة، من محبي هذا الرجل الإنسان، وأحد أبناء القريات المخلصين.. فقد عمل - رحمه الله - واجتهد وأخلص ليكسب قلوب الناس ومحبتهم وتعاطفهم، فبادلوه حباً كبيراً وحزناً عميقاً وودعوه وداعاً يحمل الكثير من الدعاء أن يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أبناءه وعائلته وإخوته وأقاربه الصبر والسلوان وأن يطرح سبحانه البركة في ابنه الأكبر عادي الذي رأى بنفسه حجم الحب والتقدير الذي صنعه والده بيده.. رحم الله عيسى الحموان ورحمنا جميعاً.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
|