ومضيت يا رمضان..
مضيت وما زلت في القلوب لك لهفة..
وفي النفس لك شوق..
وفي الروح لك رغبة..
هكذا انتهيت.. ومضيت..
سنفتقدك كثيراً روحانيتك..
وصبرك.. وعبادتك المتواصلة..
ترى.. هل ستفتقد حتى الاخلاص في أعمالنا..!
والصبر في حبنا..!
والخير في أقوالنا وأعمالنا..!
هل ستفتقد الشفقة بالضعفاء والمساكين..! والإحساس بهم..
... وبمعاناتهم..!
هل ستفتقد أيضا حرصنا على عدم إيذاء الغير..!
ولن ننعم بالراحة وهدوء البال بعد الآن إلا حينما تعود لنا ثانية..!
ترى.. أتلحق بنا السنوات القادمة..
أم نكون السابقين إلى مغادرة هذه الحياة..!
رباه..
كم هو مؤلم هذا الوداع.. ولكنك على كل شيء قدير..
إنني أشعر بفرحة غامرة.. رغم ألم الوداع هذا..
قد تكون هذه الفرحة لإحساسي بأننا سنواصل
حتماً مسيرة الخير هذه.. في بقية أشهر السنة..
سنتابع تقربنا منك ونواصل عبادتنا لك..
وتزداد لهفتنا إلى لقاك..
على مرور الزمن..
ستتوالد أحاسيسنا وتزداد تفهماً وتقرباً من الآخرين..
سنتألم من آلامهم.. سنعاقب أنفسنا على إيذائهم..
سنحرص على إسعادهم وإدخال الفرحة على نفوسهم البريئة..
سنحب الخير للجميع.. ولن ننافق.. ونحابي..
لن نرتشي.. ولن نشهد زوراً..
لن نواصل سفك دماء في غير طاعتك..
لن نسهر الليالي الطوال في غير عبادتك..
لن ننفق الأموال فيما يغضبك ولا يرضيك..
لن نأكل حراماً.. ولن نطلب حراماً..
سنتتبع الحلال حتى في لغونا..
ولن نقضي أوقات فراغنا إلا في ذكرك..
ولن يؤنس وحدتنا إلا كتابك الكريم..
وسيرة نبيك الحبيب..
رباه..
مضى رمضان.. ومضت معه
إن شاء الله كل آثامنا.. وذنوبنا..
واغتسلت نفوسنا بدموعنا التائبة..
وزفراتنا الخائفة.. وخشيتنا المتوقعة..
ولم يبق لنا إلا الرجاء في رحمتك.. ومغفرتك..
فاللهم كم أنت عفو كريم تحب العفو..
فاعف عنا يا كريم..
بطاقة معايدة..!
على الأحبة في كل مكان..
وزمان..
يا أصدقاء الحرف.. والألم..
يا توأم الروح والإيمان..
بكل الحب الربيعي..
بكل الفرح الطفولي..
أقول لكم جميعاً..
كل عام وأنتم بخير.. ومن العايدين.
|