ذات مساء، ألم يختلجك ألمُ رحيل نهارك عندما تودع قريباً مسافراً أو ضيفاً مهاجراً؟
ألم تذق الألم وأنت تتكئ على أنفاس ذكرى لحادثة حالمة، أو جارحة؟
ألم تنسب دمعة لتصل مرفقك وأنت تدافع صوراً حفظتها لحبيب مرتحل إلى لا عودة؟
ألم تبرد أطراف أطرافك وأنت تعيد اختزان كلمات موجعة وعبارات متناهية الجفاف قيلت لشخصك؟
ألم تقذفك الذاكرة إلى الماضي البعيد فتتعثر خطاك للبحث عن تلك الوجوه التي عرفتها وعشت معها فلا تجد إلا الأسماء معلقة؟
ألم تطل النظر حتى تفقد حركة البصر في وجه طفل يتيم، أو متسول أو حتى مريض دون الاكتراث بأي مسوغات؟
أولم تشعر بوخزات صدرك، وشرود ذهنك عندما تقف على حقيقة الدنيا وذلك المسكن الموحش الذي ينتظرك؟
حقاً.. إن الهمَّ ما كان في الدين، وإن الألم ما كان في التقصير فيه!.
وبالألم يحلو طعم الفرح.. ومن لا يتألم لا يحيا.
|