* الرياض - صالح العيد:
جدد المشرف على مرصد بريدة الفلكي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين في مدينة بريدة خالد بن صالح الزعاق ان موسم المربعانية قد بدأت هذا اليوم الجمعة 20 شوال الموافق 3 ديسمبر وأكد في اتصال هاتفي أجرته معه (الجزيرة): انه من خلال حساباتي للمواسم تتقدم عما هو مدون بالتقاويم الموروثة بعدة أيام مما جعل البعض يتساءل عن سر هذا التقديم وخاصة في المواسم المهمة كموسم المربعانية وسهيل والوسم وأود الافادة بأني أعمد الى عملية التصحيح كل 20 سنة تقريبا بما يسمى بمبادرة الاعتدال بالعرف الفلكي. ومبادرة الاعتدال تغير مواقع النجوم وتقهقرها.
فهي إذا تغير وجه السماء وتأخر النجوم فلزم من ذلك تقديم المواسم حتى تتواءم الفصول الموسمية مع تواريخها الفعلية فهي إذاً تسري على النجوم الثوابت ولا تؤثر على الطقس ولا على الزراعة بمعنى أن الذي كان يزرع في الجوزاء في الزمن القديم حسبما تناقله الناس هو الآن يزرع في التويبع. وزاد: فالحساب تقدم بسبب مبادرة الاعتدال بالنسبة للانواء فمعلوم ان القمر يدور حول الأرض مرة كل 27 يوماً و7 ساعات و43 دقيقة و5 ثوان وهي حركة سريعة نسبياً. مضيفا: وبما ان الأرض لا تكبر القمر إلا 49 مرة فقط فإن ذلك يجعل الأرض تترنح يسيرا مما يتسبب عنه طواف القطب حول محوره وتراجع وجه السماء مما يجعل النجوم تتأخر في شروقها، يدلنا على ذلك التغير الحاصل في المطالع المستقيمة للأجرام السماوية سنة بعد أخرى مشيرا الى أن هذا التغيير دائب على مر الزمان يضاف الى ذلك القلقلة بين الأجرام السماوية في الكون لها أثرها البالغ في عدم استقرار احداثيات النجوم فيؤخر أمكنتها الأمر الذي يحتم تقديم مواسمها ويتجلى هذا في نجم الدبران والقلب واقترانهما بالكواكب السيارة على مر العصور. هذا من الناحية الفلكية وتابع بقوله أما عامة الناس فيسلكون طرقا عدة في حساباتهم الموسمية تتناسب مع محيطهم. فالزراع يستدلون على دخول المواسم في جريان وجفاف الماء في العود وأثر ذلك على المزروعات وأهل البوادي يستدلون على دخول المواسم على تحركات الرياح وتخلق السحب وأهل البحر يستدلون على الرؤية العينية للنجم، والطرق المستخدمة كثيرة جداً. فكلما كان الحاسب يعتمد على شيء محسوس كان حسابه أدق. وأكد ان الذي يعتمد على السلوك الحشري والزراعي أدق من الذي يعتمد الرؤية العينية للنجم خاصة في هذه الأزمان بسبب التلويث البيئي والضوئي الجاثم فوق رؤوس الشعوب، فرؤية النجم قد تتأخر يوما إذا كانت الليلة مقمرة أو يتقدم يوما إذا استطلع في مكان خال من التلويث وكانت الفرصة مواتية لمشاهدته. فالحساب الموسمي يخضع بالدرجة الأولى على فراسة الشخص وقوة ادراكه لما يحيط به والناس متفاوتون في ذلك مما جعل المسألة يسوغ فيها الخلاف.
وأضاف: أما بخصوص تقديم موسم المربعانية فأقول أن دخول المربعانية لها عدة دلائل تدل على دخولها في المنطقة الوسطى من دلائلها هبوب الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية وهي رياح باردة وجافة حيث تهلك الحشرات ويختفي الذباب وتسقط أوراق الشجر وأهل الزراعة يستدلون عليها بخروج حشرة طائرة تسمى عندنا في نجد (الدفاع الأشهب) وبدخول موسم المربعانية يكون فصل الشتاء قد دخل فعلا وهذا ما نلاحظه في هذه الأيام. تجدر الاشارة الى ان ظروف الحياة الراهنة جعلت الناس يعيشون في عزلة تامة عن حساب المواسم والفصول الأمر الذي جعلهم يلجؤون الى التقاويم الاصطلاحية. فحساب تقويم أم القرى حساب عام على المملكة قاطبة ولم يخصص لمنطقة معينة فهل يعقل أن يدخل موسم على المنطقة الشرقية بنفس اليوم الذي يدخل على الغربية والشمالية والجنوبية. الاجابة على ذلك لا تحتاج الى كثير تأمل بسبب البون الشاسع بين الأمكنة فالمواسم تختلف من مكان لآخر وعموم التقويم يحتاج الى تخصيص.
|