* بريدة - بندر الرشودي:
اختتمت أمس أعمال ندوة الفكر الأمني والتربوي.. رؤى وتطلعات، والتي نظمتها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين على مسرح مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة.
وقد تم أمس تناول المحور الثالث الذي حمل عنوان (ماذا يريد التربويون من الأمنيين؟.. وماذا يريد الأمنيون من التربويين)، وشارك فيه العميد الدكتور صالح المالك والدكتور خالد بن فهد العودة، ورأس الجلسة عبد الرحمن المشيقح وقررها عبد الله الغصن..
وتحدث فيه د. المالك عن دور المؤسسات في المساهمة بإنشاء جيل صالح مستقيم، حيث أكد أهمية وضع خطط مدروسة لتحقيق الوعي الأمني وذلك بإدراجه ضمن المناهج المدرسية، كما طالب المالك بتفاعل المؤسسات التربوية والتعليمية في مواجهة الإرهاب وتضمين برامجها فصولاً عن الوقاية من الانحراف والسلوك المنحرف، عن طريق ترسيخ المبادئ السلوكية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق، بالإضافة إلى أهمية تعليم الطلاب كيفية الاستفادة من وقت الفراغ.
فيما أكد د. العودة على ضرورة تعاون كافة المؤسسات الاجتماعية والتربوية مع الأجهزة الأمنية في مواجهة الفكر المنحرف، حيث إن القضاء على هذه الظاهرة مسؤولية الجميع، وتحدث العودة عن أسباب ظاهرة العنف في المجتمع المسلم، مرجعاً ذلك إلى عدة عوامل، منها سياسية تتمثل في المعاناة السياسية ذات المنشأ الاقتصادي أو الفكري، واستبعاد الشباب من صناعة القرارات بمستوياتها المختلفة، إضافة إلى أسباب تطبيقية تربوية تتضح لنا من خلال نقص الثقافة الدينية أو تشوهها وكذلك اعتماد التعليم على المتلقين وإغفال ملكات الإبداع والتحليل والمنطق ووجود غزو ثقافي شيق وذكي ينتج ثقافة ساذجة هشة.. إضافة إلى عامل ثقافي يتمثل في ضعف الحوار الثقافي الداخلي.
وطالب العودة الأمنيين بعدة أمور منها: إعادة النظر في السجون ودور الملاحظة لتصبح إصلاحيات تدار بأسلوب تربوي أمني.
وتشجيع ظهور أساليب جديدة للعقاب والإصلاح والتخفيف من عقوبتي السجن والغرامات المالية لآثارهما الجانبية، وعدم الخلط بين المتهمين في قضايا مختلفة لمنع تصدير الخبرات السيئة، وإشعار المواطن وغيره بالخدمات التي يقدمها الجهاز الأمني وتسهيل الحصول عليها.
أما المحور الرابع والأخير والذي كان موضوعه (مكافحة الإرهاب فكرياً وأمنياً) فقد شارك فيه فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن صالح الفوزان، والعقيد الدكتور سعيد الغامدي ورأس الجلسة أحمد المقبل وقررها عبد الكريم العرف..
ففي البداية اعترف الشيخ الفوزان بوجود تقصير من قبل الجميع في محاورة وتنوير أصحاب الفكر المنحرف قبل أن يستفحل شرهم ويرتكبوا ما ارتكبوه من جرائم بحجج واهية ومردود عليها باستدلالات قرآنية ونبوية.وأشار الشيخ الفوزان إلى تحريم إنكار المنكر إذا كان يترتب عليه مفسدة أكبر ويدخل في ذلك تحريم استعمال السلاح وإشهار السيوف لإنكار المنكرات فمنازلة أهل الباطل أمر يختص به السلطان أو من ينيب عنه.
كما أوضح أن البراء من المشركين أصل من أصول الدين لكنها لا تعني الإساءة إليهم وتعمد إيذائهم والاعتداء عليهم في عرض أو مال أو بدن.
وشدد الشيخ الفوزان على تحريم الاعتداء على النفس سواء بقتل الإنسان لنفسه أو قتل غيره من النفوس المعصومة سواء كانت مسلمة أو كافرة غير محاربة.
فيما تطرق د. الغامدي إلى دور المؤسسات المجتمعية والأمنية في مواجهة الإرهاب، مبيناً دوافع الإرهاب وصوره وموقف الإسلام منه.
بعد ذلك ألقى مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم الأستاذ صالح بن عبد الله التويجري، كلمة في ختام الندوة أشار فيها إلى أن الجميع قد جال في حديقة غناء ملؤها العلم والمعرفة حيث قال: أتحفنا المشاركون بمادة علمية قيمة سنعمل بمشيئة الله تعالى على توثيقها في كتاب جامع لمحاور الندوة الأربعة، كي يكون مرجعاً مهماً لقضية الفكر الأمني والتربوي، مؤكداً عزم تعليم القصيم على الاستمرار في هذا النهج لتساهم الإدارة في تفعيل دورها بإعداد جيل صالح يخدم أمته ووطنه.
|