الأمير خالد الفيصل أقام حفل عشاء للمشاركين
تحقيق التنمية في الوطن العربي ومكافحة الفقر والأمية على مائدة مؤتمر مؤسسة الفكر العربي

  * مراكش- واس:
أقام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي مساء أمس الاول في مدينة مراكش المغربية حفل عشاء تكريما للمشاركين في اعمال المؤتمر الثالث لمؤسسة الفكر العربي الذي تستضيفه المغرب خلال الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس تحت عنوان (العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة).وحضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا ومعالي وزير الاعلام المغربي الناطق باسم الحكومة نبيل بن عبد الله ومستشار العاهل المغربي عباس الجراري وعدد من اصحاب السمو والمسؤولين المغاربة والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري واعضاء مجلس الامناء في مؤسسة الفكر العربي.
كما حضر الحفل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب الدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر وعدد من سفراء الدول العربية الممثلة في المؤتمر إلى جانب حشد كبير من رجال الفكر والمال والثقافة والاكاديميين من مختلف الدول العربية ورجال الصحافة والاعلام.
على صعيد آخر تواصلت امس بمدينة مراكش المغربية اعمال المؤتمر الثالث لمؤسسة الفكر العربي الذي ينعقد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير رئيس المؤسسة وقد تركزت جلسات اليوم على ثلاثة محاور رئيسية تهم الاصلاح السياسي والتنمية الإنسانية في الوطن العربي ورؤية الشباب العربي للثقافة العربية في ضوء الانفتاح على الثقافات العالمية وتأثير الفضائيات على الثقافة العربية وقد خصصت ندوة لكل محور من المحاور الثلاثة.
فعلى صعيد ندوة الاصلاح السياسي والتنمية الإنسانية في الوطن العربي التي نظمها برنامج الامم المتحدة الانمائي استعرض المحاضرون مختلف التحديات التي تواجه تحقيق التنمية في الوطن العربي والعوائق التي تقف امامها وخاصة الفقر والامية واتساع الهوة بين الشمال والجنوب في مجال التكنولوجيات المتطورة والاعلام وضعف معدلات النمو وكذا تأخر الاقتصاديات العربية على الرغم من توفر الدول العربية على مؤهلات اقتصادية وطبيعية كبيرة وايضا ضعف الانتاج الثقافي وشبه الغياب العربي في مجالات البحث العلمي والتقني.
واستعرض المشاركون بعض النقائص لدى الدول العربية وشددوا على ضرورة ان ينبع الاصلاح من الداخل لا ان يتم فرضه من جهات خارجية لان ذلك سيؤدي إلى المساس والاضرار بمقومات الثقافة والحضارة العربية والإسلامية وبتوابثها.
اما الندوة الثانية فكان موضوعها رؤية الشباب العربي للثقافة العربية في ضوء الانفتاح على الثقافات العالمية وشارك في هذا اللقاء عدد من طلاب الجامعات العربية ومنهم طلاب في الجامعات السعودية.
وتناولت الندوة اعطاء تعريفات دقيقة للثقافة في اللغة وفي الاصلاح الاجرائي ووضعية الثقافة العربية بين الماضي والحاضر إلى جانب مظاهر التأثر والتأثير في مسيرة الثقافة العربية الإسلامية باعتبار الفكر العربي والاسلامي احد اهم الروافد الحضارية للفكر الانساني.وتحدث المشاركون عن واقع ازمة الثقافة العربية والإسلامية التي يعتريها العديد من الثغرات والمثالب الكثيرة التي ترجع اساسا إلى الاستبداد الاستعماري الذي اوقف عجلة التطور في مختلف مناحي الحياة. واكد المشاركون ان التحديات التي تواجه الانسان العربي اليوم كبيرة جدا وان ثقافة الفكر والحوار المستنير تشهد تراجعا على مستوى العالم نظرا لسطوة آلة الحرب لاسباب كثيرة منها الانفجار الديمغرافي وتفشي العطالة ومصالح الشركات العالمية وحب السيطرة.
وخلص المشاركون إلى ان الثقافة العربية اليوم مطالبة بأن تصور فكر المقاومة والرفض لعملية غزو مدروسة ومنظمة وان ترد على اتهامات ساذجة ودعائية تصفها بأنها ثقافة عنف وارهاب وان تستنهض مجتمعا روضته سنين طويلة من الاستعمار وقبل ذلك ان تحفظ المنظومة الرمزية والقيم التي تتحكم في وجدان الإنسان وامله.