-1-
قال لي بنبرة فيها من (الحزن) وهو الرجل الذي دلف (العقد السابع)، أي في الثالثة والستين من العُمر، إنّ نصف أصدقائه (ماتوا)، ونصفهم الآخر (تجروا) وهو لم يمت ولم يتجر!!، فقلت له لا تيأس يا رجل من رحمة الله الواسعة فإن أردت الموت فهو قادم لا محالة اليوم أو غداً، وإن أردت التجارة فليس ذلك على الله ببعيد المهم هو التوكل على الله والتفاؤل بالخير..
-2-
شخص آخر قال مشكلتنا أننا لا نتذكر الشيء إلاّ في (حله) وكان يشير إلى موجة (الصقيع) والهواء الشمالية الباردة التي داهمت أصحاب (الثياب البيضاء) فجأة وجعلتهم يتقاطرون فرادى وجماعات على محلات الأصواف الثقيلة بحثاً عن كل ما يقيهم شر هذا البرد القارس .. وقال لو كنا مستعدين لذلك بأيام واشترينا ما يلزمنا من الملابس التي تقينا (هبوب الشمال) لما تضاعف سعرها ولما غصت المستشفيات والصيدليات بضحايا البرد والأنفلونزا!!.
-3-
وثالث قال مرحبا ب(الجراد) وأيامه وليتهم لا يقتلونه بطائرات الرش فنحن أحوج بتذوق طعمه بدلا من قتله، وبطوننا فيها من (الداء) الشيء الكثير ولا علاج لها إلاّ لحم الجراد الذي يتناول جميع أعشاب الصحراء وهو شافٍ لكلِّ داء .. وقديما قالوا (إذا جاء الجراد صر الدواء) فهل يسمعون؟!.
|