* وادي الدواسر - قبلان الحزيمي :
كثيراً ما يهتم ويعشق أبناء البادية وملاك الإبل بالإنتاج الجيد والنادر لقطعانهم ، خاصة إذا ما سمعوا بسلالة بعير فحل نادر السلالة ، فإنهم يشدون الرحال ويهبون من كل حدب وصوب ، سعياً وراء إنتاج جيد يحمل نفس صفات هذا الفحل ويُحسن سلالة إبلهم .. وهذا ما يحدث هذه الأيام بالقرب من عروق الدحي شمال محافظة وادي الدواسر بحوالي 200 كيلو متر تقريبا ، فهناك مئات من قطعان الإبل توافدت على كليب بن مبارك آل أبو سباع الدوسري مالك البعير (طفحان) ، الذي يعد من أفضل وأندر البعارين الوضح بالمملكة ، فبعد أن ذاع صيت هذا التجمع الموسمي انتقلت شواطئ الجزيرة إلى هناك لتنقل ما يدور في أوساط البادية .. حيث وجدنا منذ أن اقتربنا من الموقع انتشار لملاك الإبل ، وكل منهم ينتظر دوره في الحصول على بقاء هذا البعير يوم أو أكثر مع قطيعه ، فتوجهنا إلى مالك البعير كليب بن مبارك الذي رحب وأحسن الضيافة ، بعد أن علم بمهمتنا التي جئنا من أجلها وقد امتلأ مجلسه بملاك الإبل القادمين من كل حدب وصوب ، فسألناه عن (طفحان) فقال : يعد البعير طفحان من البعارين الوضح - مشيراً إلى لونه - نادرة السلالة ، فأصوله عريقة بالطيب فأبوه (عليان) الفائز في مسابقة خبيب الريم وصفاته كلها نادرة ، والأجمل من ذلك هو إنتاجه الطيب وما أدل على ذلك من بيع كثير من إنتاجه في العام الماضي بأسعار مرتفعة تجاوزت 200 ألف ريال للحوار الواحد الذي لم يتجاوز 6 أشهر .
وعن سعر هذا البعير النادر السلالة قال: سيم بمليون وثمان مائة ألف ريال ، وفي مداخلة من الحضور ممن قدموا من أماكن متفرقة من المملكة قال عبد الله بن عبيد آل فهيد : جزا الله كليب خير الجزاء على تمكين كل هذه الجموع الحاضرة من الظفر بضريب بعيره طفحان ، الذي يحمل الصفات النادرة للبعارين الوضح والتي من أهمها حسن اللون وجمال الإنتاج .. ويضيف عبد الله بن محمد الخضاري أن ما يميز هذا البعير هو أنه سنود المقدم ، متوخر السنام ، سناد الغارب ، كامل الرأس ، وسيع النحر ، طيب الإنتاج .. عاد الحديث بعدها إلى مالك البعير حيث سألناه هل هناك عناية خاصة بهذا البعير قال : نعم ، فبرغم توافد ملاك الإبل من كل أنحاء المملكة من حائل والقصيم وكافة أنحاء نجد ، إلا أننا وضعنا جدولا بلغ العدد المسجل به 107 من ملاك الإبل ، نسأل الله أن يرزقهم إنتاجا يحمل ندرة سلالة طفحان ، ومع ذلك خصصنا له عاملا لمتابعته وتنظيفه والعناية بطعامه وتنظيم الدور على ملاك الإبل حسب أولوية التسجيل.
كما زرنا أحد ملاك الإبل سالم بن محمد الودعاني الذي قال: قدمت إلى هنا بعد أن سمعت بصيت هذا البعير ، طلباً في الحصول على سلالته النادرة التي يطمح لها كل من يمتلك إبلاً وضح ، داعياً الله أن يبارك في هذا البعير وأن يرزق صاحبه الخير والبركة فقد فتح قلبه وبيته للجميع ، مؤكدا أن هذا الاهتمام من مربي الإبل وملاكها بسلالتها الطيبة سوف ينعكس على جودة الثروة الثمينة من الإبل في بلادنا ، التي كانت فيها ومازالت سفينة الصحراء تشكل اهتمام أبنائها ومصدر رزق للكثير منهم .. عندها تسابقنا مع الشمس عند غروبها إلى التقاط بعض الصور عن طفحان وإنتاجه وذلك التجمع الموسمي لأبناء البادية.
| 
"شواطئ"