قد كنت يا (مرسدس) لي رفيقا
بل الصديق كنت والعشيقا
فكل صبح التقيك.. باد
كذاك المهر واقفا رشيقا
فأمتطيك.. شاكراً لربي
وباقتدار تنهب الطريقا
كأنك فوق متن الزفت بدر
بياضك فوقه يبدو أنيقا
ومثل الشمس في المسير صبحاً
ومنها اللون نلت والبريقا
وتمضي خارقا جوف الفيافي
كمثل قذيفة (للمنجنيقا)
عشرون عاما قد بقيت عندي
تمثل الأجير.. والرفيقا
وما بنشرت في الطريق يوما
وكنت لما حُملته مطيقا
وفيك منبه بالصوت يشجي
لأذن من قد ينكر النهيقا
أصبحت جداً للمسمى (شبحاً)
وما كنت الشبيه والشقيقا
قد طوّروه لكن لم يساو
تطويرهم له (جنطاً وزيقا)
فأنت الأصل من أفكار (بنز)
وما يضير أنك العتيقا
ولكن مبدأ التجديد أمسى
بأهل العصر كلهم خليقا
وفي أمان الله رحت مني
وصرت بعد ذا حراً طليقاً
مكانك في (القراج) غدا لجيب
وليس الجيب ك(البنز) عريقا
ومني قد حظيت بكل حب
وما شكا (القراج) منك ضيقا
لقد ربح الذي اشتراك مني
فقد كنت الخدوم والرفيقا
فما تعبت من سلوك درب
ولو في مهمهٍ أمسى عميقا
وتسبق كل زوبعة وريح
وتمضي خارقا أفقا رتيقا
وترضى عني إن غيرت زيتا
وتبدو مثل من شرب الرحيقا
وكان المشتري ابن مقيط
عسى أن لا يرى منك معيقا
ولم أقل له كما قد قالوا:
من الأمثال ما أمسى وثيقا
(يا مقيط دُوك رشاك) ثم أهوى
لأنه لم يُنصف الصديقا
فعذرا ثم عذرا ثم عذرا
ودعوى أن ترى الشاري رفيقا
وأن تبقى بحوزته نشيطا
تجيب (السلف) دوما (تنشيقا)
ولا يثنيك دون القصد بعد
وكن في الاجتياز له طفيقا
وكن في السير وثاباً جموحاً
كذي الجناج يعشق التحليقا
ولا تشكو لربك طول عمر
وكن لذا حذراً تكن عليقا(1)