كثيراً ما تحدّثنا عن دور العلماء والمربين والمثقفين في خضم هذه الأحداث التي تعيشها مملكتنا الحبيبة وأن على عاتقهم مسؤولية توعية الشباب والنشء بما يحدث من إزهاق لأنفس المؤمنين والمستأمنين على أرض هذا الوطن - حماها الله من كل سوء - إلا أننا أغفلنا جانباً مهماً جداً ألا وهو دور كبار السن من الآباء والأجداد في توعية الشباب والنشء.. فهؤلاء الآباء قد عاشوا المرحلتين: المرحلة الأولى وما حصل فيها من قبلية وتناحر وخوف وتشتت، والمرحلة الأخرى وما حدث فيها من طفرة، ونهضة اقتصادية، وأهم من ذلك الأمن والأمان على النفس والمحارم والممتلكات، فعرفوا الفرق بين الحالتين وحمدوا الله على هذه النعمة.
فحري بنا معشر الشباب أن نستأنس بالجلوس في مجالس آبائنا وأجدادنا وننصت لما يروونه لنا من قصص وروايات حصلت لهم في الماضي وعاشوا أيامها المريرة من خوف وسلب ونهب ناهيك عن الأمراض المهلكة والمعدية التي فتكت بالآلاف منهم.
لعله استوقفني عزوف كثير من الشباب عن مجالسة آبائهم وأجدادهم مع أن هؤلاء الشباب قد جعلوا جل وقتهم فيما لا يعود عليهم بالنفع والفائدة، كالمكوث لساعات طوال أمام القنوات الفضائية التي عرفوا من خلالها الفواكه كالبرتقال والتفاح والمشمش والرمان وصار هو حديثهم في مجالسهم واستراحاتهم.
محمد بن عثمان الضويحي/ الزلفي
|