تحدَّث الجميع عنه...
فانجرفت للقاء به...
... ولم ألتقِ به...
عرفت أنه يحب المرح..
والضحك...
واللعب...
... رأيته في موقف العامة...
... رأيته منغمساً في مرحه وضحكه...
.. تأملت تصرفاته..
.. وتعلقت به..
.. أحببته..
كتبت فيه الشعر..
والنثر..
والقصص..
والخُطب...
... ذهبت لمجلسي...
ورسمته فارسا لأحلامي...
عاشقاً لطموحاتي...
... هاويا لأقلام كتاباتي...
غادرت مكان مجلسي...
مخلفة ورائي مفكرتي...
فيها كتابتي وأشعاري...
وصورة وتعليقاتي...
أخبروني:
أنه دخل مجلسي...
ليتعرف على مكتبي!!...
وفي غمرة سعادتي وفرحي...
تذكرتُ موضع مفكرتي...
على طاولتي...
تجاهلت من حولي...
مسرعة.. لتفادي صدمة كتاباتي...
وجدته!!؟ ووجدت دفتر كتاباتي...
رأيته غارقا في قراءة عباراتي...
حاولت اختطافه...
دون جدوى...
فهربت...
تبعني.. بإصرار وعزم...
وقال لي:
توقفي وإلا مزقته...
توقفت سفينة إنطلاقي...
سألني: أهذا حبُّ؟ أم لعبُّ؟؟..
انصرفت منه بصمت..
وحزنٌ ينزف من قلبي...
... قررتُ.. عدم العودة إلى مجلسي...
.. غبت فترة من الزمن..
... وصلني...
... أن شخصاً يبحث عني...
عرفت أنه هو...
وهو من يبحث عني...
حينها.. فتح قلبي من جديد...
وقلت لنفسي: إنني عائدة... عائدة للقياك...
ورددت كلمات وأحرفاً بصوت خافت...
أحبك.. أحبك.. أحبك..
عدت إلى مجلسي... وكان منتظراً قدومي...
... متأملاً في أوراقي وكتاباتي...
... متعجباً من آرائي واقتراحاتي...
وحين دخلت.. ظننت أنه متجاهلني...
... ولكنه عرفني من حيائي...
.. فابتسم لي وقال:...
من أنت؟؟...
... وقلت له أنا من تبحث عن أجزائها...
... وأنا من تتبع خطوات عفافها...
... وأنا من يسيِّرها إحساسها...
وقلت له: ومن أنت؟...؟؟
قال: أنا من تبحث عني بنات حواء...
وأنا من أسميت نفسي بالمستحيل...
وأنا من قالوا لي بأني قيس زماني...
فقلت لنفسي: يا له من غرور..!!
وقلت له: لم أسميت نفسك بالمستحيل..؟؟
قال: لأن خيوط الشمس يستحال أن تصنعني منها قماشاً...
ولأن المستحيل أن تبني جسرا دون أعمدة...
ولأن المستحيل أن يكبر قلب دون حب...
وقلت له:... لم أفهم؟!...
وقال لي عبرة وحكمة:...
... اللبيب بالإشارة يفهم...
حينها... عرفتُ أنه يقصدني...
وقلت له:
... سأبقى ألامس حبال الأمل...
... وستبقى في مخيلتي...
وستبقى قريبا لقلبي...
وقال لي: أنا المستحيل لك؟!!...
... والمستحيل يصعب امتلاكه...
وقلت له: .. أنا لست من العامة...
... ولست أي قلب.. وأي شخص...
قال: ماذا تقصدين بلست أي شخص ؟
... وما الجديد فيك....؟
... الكل يقول لي ذلك...
وقلت له: أبقول الغرور... تجرحني...
وبطريقة الغطرسة... تحدثني...
وبتصرفات الحقد... تنظرني...
أنا من أحبت صراحتك...
أنا من أحبت لطافتك...
أنا من تمنت عبور محيطاتك...
أنا من غرقت في بحر ظلماتك...
أنا من تمنت تقول لها حبيبتي...
أنا من فهمت حزن نظراتك...
قال: مسكينة أنت...
كنت أنت تائهة في بحر أحلامك...
وأوهامك...
... أبالآمال تعذبين نفسك...
.. أم بالوهم تسلين عقلك...
... أم بالخيال تسلين قلبك...
قلت له: ما بالك تهد قصور طموحاتي...
ما بالك تكسر شموخي وسعادتي...
قال: أبتعذيب نفسك راضيه...
وفي بحر الحب هاويه...
وبجنون العشق غارقه...
مسكينة أنت...
كم تحبين العذاب لنفسك!!...
وقلت له: لماذا قلبك كحجر الصوان...؟؟
لماذا أنت من الحب جبان...؟؟
لماذا لا تروي قلبا ظمآن..؟؟
... أبقول الحب تجرح كرامة الإنسان..
أتريد الحقيقة...
أنا لا أحبك...
... بل أعشقك..
... بل أهواك..
قال: على رسلك...
لا تحلِّقي كثيرا حتى لا تسقطي؟!!...
قلت له: سوف أسقط إذا أطلقت نار صدك...
سوف أسقط إذا لم أدخل قلبك...
سوف أسقط إذا لم يحضنني عشك...
قال: ... لا شأن لي بتحليقك...
قلت له:
... أتلوم حبا ارتمى بين أحضانك...
أتلوم حبا طاهرا بين عشاقك...
قال: لن ألقي لوماً...
ولا حتى عتابا...
أتعلمين لماذا ؟؟!!.
لأنك تحبين المستحيل...
والمستحيل يصعب امتلاكه...
وقال : يا فتاة الأحلام...
سوف أتركك لأحلامك...
وأوهامك...
وداعا يااااا...
عاشقة المستحيل...
فقلت لنفسي:
لقد ترك مجلسي...
لقد رحل المستحيل...
وهو سافر من...
أحلامي...
|