أتيت أبحث عن كفِّيك يا أبت
علِّي بلثمي لها.. أنسى عذاباتي
أتيتُ والطفلةُ الصغرى بذاكرتي
ترنو وفي دمها جمر المعاناة
أتيتُ حاملة.. هما يطوِّقني
وذكرياتٍ.. وبعضاً من جراحاتي
أتيتُ طالبةَ.. قلباً يدفئني
ويستفيضُ حناناً في مواساتي
أتيتُ.. والشعر خفَّاقاً بأوردتي
والنبضُ مرتجف من سطو لوعاتي
أتيتُ والدمع من عينيَّ مُنسكباً
أنت الرحيم.. فخفف سكب دمعاتي
أنتَ الوفاءُ.. إذا ما دنيتي غَدَرت
أنت الملاذُ.. وإن بعدت مساقاتي
إذا ذُكرت فما في الكون من أحدٍ
شهمٍ، كريمٍ، شجاع في المضرات
أنت الأبيُّ.. إذا خارت عزائمهم
أنتَ العطاءُ.. وأنت العمرُ والآتي
ربيتني زمناً.. حباَ ومرحمةً..
ما قطَّ أحزنتني أو رمَت آهاتي
اسكنتني في سُويدا القلب.. هانئةً
لا لم تعكِّر بيومٍ صفو جناتي
جعلتني أرتقي للشمسِ في شَرَفٍ..
وفي المساء أرى قمر المداراة
دعوتُ ربي.. إلهَ الكونِ ساجدةً..
فهل تفيكَ بجوف الليل دعواتي