لماذا لا تتعرف الأندية على أخطائها في المباريات التي تفوز بها.. وبمعنى آخر لماذا يقتصر التركيز على الخطأ وبحث أسبابه على المباريات التي ينهزم فيها الفريق فقط.. حتى ولو لم تكن هناك أخطاء في المباريات التي انهزم فيها الفريق بالقدر الذي كانت متوفرة في المباريات التي حقق فيها الفوز والانتصار..؟!
كانت هذه الأسئلة تترافق أمامي بشكل عجيب جداً.. وكنت أحس أنه بدون الاجابة عليها لا يمكن التخلص منها ومن أذى استمرار مطاردتها لي..!
وللإجابة على ذلك حسب تصوري.. ومن خلال تجربتي الرياضية القصيرة.. أستطيع القول عن قناعة بأن السبب لذلك يعود بالدرجة الأولى إلى نشوة الفرح بالانتصار كما أنه يعود إلى وقع الهزيمة السيىء لدى النفوس.. أي إن الإنسان لا يفكر بالعيوب إلا متى كانت سبب إيلامه وجلب الشقاء له.. وهذا هو ما يحدث في المباريات.. فعندما ينهزم الفريق وتلك مصيبة يبدأ التفكير الجدي بأسبابها وتعيد الأخطاء التي جلبتها.. بينها ينسى المرء مثل هذه الأخطاء وسط نشوة الفرحة بالانتصار.. رغم القناعة بوجود أخطاء كثيرة كانت محرجة في فترات كثيرة من المباراة.. وكانت مزعجة في وقت كبير منها..!
ومن المؤكد أن هذا عيب فاضح.. وسبب مهم في عدم تطور بعض الفرق الرياضية عما كانت عليه في الماضي.. لأن معرفة الأخطاء حتى بعد الانتصارات يجب أن تكون من الأهداف التي يجب أن توضع في المقدمة.. حتى يمكن تصحيحها والتخلص منها..
ذلك لأن الانتصار قد يحدث أحياناً نتيجة تفوق المنافس في كثرة الأخطاء.. وليس بسبب الأداء الجيد والمستوى الرفيع للفريق المنتصر.. ومن هنا فإن مثل هذا الانتصار يظل مرهوناً بوجود من هو أكثر أخطاء من هذا الفريق الذي حقق انتصاراً.. وما لم يكن الأمر كذلك فإن الانتصار سيتعذر إلا بمعرفة الأخطاء ومن ثم تصحيحها..!
إن أنديتنا مع الأسف تعرف هذا جيداً وهذه مصيبة.. ولا سيما إذا عرفنا أنها لا تطبق عملها على قاعدة إصلاحية.. ونحن إذ نثير مثل هذا الموضوع فإننا ننبه الأخوة في الأندية إلى أن الوقت ما زال أمامهم مبكراً للبدء من جديد.
المحرر الرياضي |