لكي تنبض الشرايين الحيوية بالحياة تقوم كل خلية في الجسم بأداء وظيفتها الحيوية دون انقطاع.. وقد قامت حكومة جلالة الملك الرشيدة بإنشاء شبكة من الطرق بالمملكة لم يعهد لها مثيل من قبل في بلد من بلدان العالم وبهذه السرعة مسجلة بذلك صفحة من نور في سجل التاريخ المجيد، وبذلت في سبيل ذلك الكثير من الجهد والمال والخبرة لكي تربط أنحاء المملكة بعضها ببعض ولكي تهوّن على المسافرين مشقة الطريق، هذه هي الشرايين الحيوية.
ولكي تنبض هذه الشرايين الحيوية بالحياة يجب على الجهات الأهلية أن تساير حكومة المملكة الرشيدة في التقدم نحو المجد، فيؤدي كل منّا واجبه متحملاً الجزء الخاص بمسؤولياته فرداً كان أو شركة مؤسسة كانت أو هيئة..
وعلى قادة الفكر كل في ميدانه أن يساهم بذلك بما أوتي من علم وخبرة ليسير جنباً إلى جنب مع النهضة الشاملة.
وإنني أرى من وجهة نظري أن تكون هذه الطرق كمجموعة جسور منظمة تعبر عليها النهضة من المدن الكبيرة إلى المدن الصغيرة ومن البلاد القريبة إلى البلاد النائية حاملة عواملها المتعددة وعناصرها القوية وفروعها المتشعبة.
ولأضرب لذلك بعض الأمثلة.. الصحافة مثلاً.. يجب أن تدفع بجريدتها يومياً إلى هذه البلاد الواقعة على الطرق المنشأة حديثاً بطريقة منتظمة وبتوقيت مناسب وذلك باتباع إحدى الطريقتين الآتيتين:
1- تعين سيارة تسمى (سيارة الصحافة) تصب فيها الصحف والمجلات من جهات إصدارها وعلى اختلاف أنواعها وجنسياتها وبكميات مناسبة قبل أن تتحرك مبكراً وفي موعدها المحدد اليومي لكي تصل إلى جميع البلدان الواقعة على الطريق الجديد في الموعد المحدد أيضاً ليترك الكمية المقدرة سلفاً لمندوب كل بلدة والذي يتولى عملية توزيعها.
2- ترسل الصحف يومياً إلى البلدان الرئيسية فقط الواقعة على الطريق دون ارتباط بسيارة معينة لتقوم هذه البلدان الرئيسية بتوزيعها بالكميات المناسبة على البلدان المجاورة.
إنها مجرد فكرة أترك للجهات الصحفية المختصة تنفيذها بالطريقة التي تراها.. وهنا يبرز واجبها لكي تساير هذه النهضة.
الخضراوات وتبادل المنتجات زراعية كانت أو صناعية بين البلدان بعضها مع بعض يمكن أن تتسع بفضل هذه الطرق التي نسميها شرايين الحياة.
الخطوط الفرعية والطرق الجانبية يمكن للجهات الأهلية أن تقوم بإنشائها دون مضيعة للوقت أو الجهد وبذلك تضاعف من أهمية الطرق الرئيسية فيتفرع الإمداد وتزيد رقعة الخدمات.
أيضاً الخدمة البريدية يمكن للأفراد والهيئات أن تساهم في أدائها يومياً بالكيفية التي تراها وعلى النمط السابق بالأمثلة التي بينتها لكي تساير هذه النهضة.. ولكي تنبض الشرايين الحيوية بالحياة..
والحقيقة يا أخي القارئ انها لأفكار تراودنا في البلاد النائية قبل النوم وأتمنى حينما أن استيقظ ذات يوم فأرى جريدة هذا الصباح وقد بعث بها لي موزع الجرائد النشيط من تحت باب منزلي.. وتراني أثناء قراءتها وقد دخل علي ابني الصغير (أيمن) وفي يده زجاجة من الحليب المبستر الطازج التي وصلته هذا الصباح من مصانع البلدة المجاورة ليقول لي: إن مندوب شركة التلفونات الأهلية يطلبك على التلفون ليطمئن على سلامة الاتصال.
|