ذات مرة سُئل القاص محمد منصور الشقحاء عن كثرة الحديث عن الغربة في أعماله القصصية فقال: الغربة إحساس أعيشه منذ الطفولة وتكدس في داخلي هما أحاول من داخله أن أبثه في نصوصي القصصية، قد يكون لليتم أثرٌ.. وقد يكون لانتقالي من مدينة إلى أخرى.. وأنا في الثامنة من عمري أثرٌ.. وقد يكون لفشلي في الدراسة أثرٌ، كما كان للفقر والدخل المحدود والانتقال من مدرسة لأخرى أيضا أثرٌ، أشياء كثيرة في داخلي جعلت الغربة بارزة في نصوصي، كما أن ملامستي لهموم البسطاء من الناس هامش آخر يجعلني أحد هؤلاء الناس الغرباء في مجتمع له نمطه الخاص الذي لم أستطع أن أكون أحد أفراده.
الكتابة عندي تأتي كحالة رفض لموقف عشته أو شاهدته.. هنا تأتي روح المقاومة المزروعة في داخلي فأجهز أدواتي ويكون القلق والانفعال.. ويأتي الشعور بالإرهاق، أشياء كثيرة تتلبسني حتى تأتي لحظة الانتصار فأكتب في هذه الحال قصة وقد لا أرضى عنها، ولكن أشعر فيها بأنني بنيت متراساً لوقف التصدع حتى لو لم يقرأ أحدٌ هذه القصة.
|