* صديقي الإنسان..
عندما أكتب إليك إنني مشتاق.. فهذا شيء عادي.. قد تتوقعه مني، وقد (يفرض) توقعه سخونته.. ولكن عندما أطبق الورقة بيضاء.. ليس فيها رشة حبر.. ولا حتى توقيعي.. وأبعثها إليك.. فأنا لا أقصد أن أستنزف مخاوفك.. أو أستنزف غروري.
اخرج على روتين الكلام العادي.. والأساليب الإنشائية.. إلى لغة الصمت يبوح كل منهما للآخر بمعنى أحبك دون أن يحرك شفتيه..! وعندما تستطيع الشفاه لغة أخرى غير الكلام.. فهذا تقسم للطاقات الأخرى من الإنسان.. هذا انتصار الإنسان على تحديد من معانيه برقم أو بخانة.
هذا اعتراف جريء.. وعادي بالإنسان ككل.. كطاقة.. كمعنى.. ولكن هل أطيق.. أن أقول ذلك.
أني لو فعلت.. أكون كالذي يمارس جريمته (إدانة أكيدة هو على كرسي الاعتراف في أحلك الظروف الصعبة.
** صديقي الإنسان:
أن أكبر تورطاتنا.. وأكبر مشاكلنا.. وأكبر حرائق شفاهنا.. أننا لا نعترف بالإنسان ككل.. وها هو منتهى الأمان.. ومعاناتنا.. أننا نجزىء الإنسان.. لنلغي.. بعض أجزائه.. ووجوده.
|