أعادنا علي الموسى إلى ذاك الزمن الجميل الذي كانت فيه الحياة بسيطة وهادئة.. وكل المتع فيها قليلة.. ولكن لها طعم مختلف.
أهداه أحدهم تسجيلاً قديماً لشيء من التراث القديم فانداحت الذاكرة، ومر شريط طويل من الذكريات، يقول الموسى: لأن المجتمع لم يخلق للهو والسهر، كان يسرق لحظات الاسترخاء من صلب حياة جافة صلبة، كانت لنا مع الاذاعة عشر أغان في الأسبوع وكان في البلد خمسة أصوات جميلة، محمد علي سندي وطلال مداح.
ومن يمتد به السهر يستمع الى ابن شلاح في مضارب البادية ولن أنسى سميرة توفيق وذلك العجوز الوقور الذي يصر على أولاده أن يطفئوا الأنوار كي لا يلحظوا منه دمعة أو حركة تذهب بالوقار المهيب.
إنها بقايا الأمس.. اليوم يستمع الناس الى آلاف الكلمات دون لحظة صفاء واحدة، كان هناك صنف واحد من الطعام لم يتغير ولم يتبدل صفاء الناس ومحبتهم وتوادهم، كانت خطب الجمعة خمسين خطبة يكررها الإمام طوال تلك السنين مردوفة في الخطبة الثانية بكلمات كنا نحفظها كلها ونصحح له إذا أخطأ.
اليوم تواترت آلاف الخطب فمازلت أتذكر أول غريب جاء الى قريتنا ليخط فينا، ومن بعده انفرط عقد كل الخطب، بعد فترة من مجيئه إلينا في وفده الكبير جاء إلينا مرة أخرى في نشرة الأخبار وكان كما قالت النشرة، أحد الرؤوس في حادثة الحرم.
|