يوسف المحيميد كاتب يهتمُ بالتفاصيل الصغيرة في قصصه ورواياته.. تحدث ذات مرة عن طفولته.. وقال: لم أعش في بيئة ثقافية واعية لأبسط حقوقها الاجتماعية ولم تكن حتى متعلمة، وبالتالي فإنني رغم كل ذلك فتحت عيني الغائرتين على الشوارع الترابية الواسعة والأسوار الطويلة العالية.
كنا نرى (عليشة) وهي ربما أولى حارات الرياض الجديدة وكأنها مدينة ضخمة نتسلق الجبل الضخم فيها الذي صار مدرسة تقفل علينا أبوابها وكنا نعد أعمدة لمبات الشوارع العالية المحاذية لأسوار طويلة لا تنتهي ثم نعود إلى منازلنا الصغيرة الرطبة المكشوفة للهواء والشمس، فرحين بشجرة الكينا الضخمة وهي تمد أغصانها القاسية لعصافير الصباح الأولى وبدأنا نتعلم الحروف الأولى حيث نجمعها وتصير كلمة ونلم الكلمات لتصير جملة وتصعد الجملة لتصير معنى.
|