Thursday 2nd December,200411753العددالخميس 20 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

خلال اجتماعات وزراء الثقافة العرب الفارسي: خلال اجتماعات وزراء الثقافة العرب الفارسي:
علينا توحيد الجهود للتصدي لكل توجه عدائي.. ومنع وسائلنا الثقافية من تمرير الفكر الضال

* صنعاء - واس :
تواصلت مساء أمس بصنعاء أعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر وزراء ومسؤولي الشؤون الثقافية في الدول العربية.
وفي مستهل الجلسة ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر الكلمة التالية...
أصحاب المعالي الوزراء
السيد - المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
أصحاب السعادة
أعضاء الوفود المشاركة والأمانة العامة
أيها الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أيها الاخوة بادئ ذي بدء يشرفني أن أنقل لحضراتكم من جوار مكة المكرمة ومن رحاب البيت العتيق تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وتمنياتهم المفعمة بالأمل وبالرجاء بأن يسفر اجتماعنا هذا عن النتائج الطيبة التي يتوخاها كل مخلص لأمته ولقضاياها العادلة.
فأمتنا العربية وفق ما درجت عليه تنشد الخير للجميع وتنشد المحافظة على الهوية وتنشد تحقيق التنمية المتوازية ونشد تحقيق الاستقرار العالمي وتنشد رد غائلة حملات الإعلام المعادي الذي يشن بإطلاق وبدون وجه حق على العرب والإسلام والمسلمين. وبطبيعة الحال عندما يطلق العنان للنفس البشرية بدون رادع من عقيدة أو وازع من ضمير تبرز ثقافات تنطوي على توجهات مختلفة لا يهمها إلا تحقيق ما تخطط له ولو كان ذلك على حساب غمط الآخرين والنيل منهم وإلحاق الضرر بهم لأن الغاية من وجهة نظرهم تبرر الوسيلة وهذا يعني أن الناحية الأخلاقية التي يعول عليها لا مكان لها في فكر ووجدان كل من ينهج هذا المنهج المقيت وذلك خلاف ما تقوم عليه الثقافة العربية التي تستمد قيمها وأهميتها من العقيدة الإسلامية وفق مفهوم الوسطية والاعتدال الذي أكد على مر التاريخ أن العصور الذهبية للأقليات المختلفة في الوطن العربي الكبير كان في كنف الإسلام.
وأضاف معالي وزير الثقافة والإعلام يقول في كلمته: ولذلك أعتقد أنه من المفيد ونحن نعرض لجدول أعمالنا الحافل بالموضوعات القيمة أن نضع نصب أعيينا كيف يمكن إحكام المزيد من تضافر الجهود للعمل بروح الفريق الواحد للتصدي لكل توجه عدائي لكشف زيفه وان نحرص اشد الحرص أن لا تسهم وسائلنا الثقافية بوعي وبدون وعي لنقل أو تمرير الفكر الضال المضل بكل أشكاله وصوره.
كذلك فإن من الأهمية بمكان أن نعمل الجهد من أجل اعتماد سياسات اكثر عطاء ومرونة لتحقيق الأهداف الخيرة التي نرنو إليها على المستوى الوطني والثنائي والمشترك للارتقاء بالأداء.. وللمضي قدماً لإنجاز المزيد من التقدم في جميع المجالات الحيوية.. لتأخذ أمتنا مكانها الطليعي بين الأمم المتقدمة بكل جدارة واقتدار.
إخواني.. إن ما ألفت إليه الانتباه ليس بالأمر الجديد.. إنما أردت تذكير نفسي وإخواني لما يتطلب أن نوليه جل عنايتنا.. وذلك تفادياً لسلبيات الظروف القائمة التي تلقي بظلالها القاتمة على العالم بأسره.. الأمر الذي يتوجب معه الحيطة والحذر لنكون في مستوى المسؤولية المناطة بنا لعلنا نسهم ولو باليسير لنضيء شمعة على هذا الدرب الطويل لتحفيز كل قوى الخير والأمن والسلام للإسهام بكل ما يستطيعونه من أجل مستقبل عالمي افضل تسعد به وله البشرية جمعاء. وإني على يقين أننا قادرون إذا ما تضافرت الجهود وخلصت النيات للدفع نحو هذا التوجه الطيب الذي ألمح منطلقاته من خلال الوثيقة المتعلقة بالتكامل بين السياسات الإعلامية والثقافية في الوطن العربي - الوثيقة الإطارية - التي يمكن إذا ما وضعت موضع التطبيق العملي وتفعيل ما أوصت به لا بد أنها تفضي إلى جملة مردودات إيجابية وبناءة.
وكذلك فإنه من نافلة القول الإشارة في الأهمية القصوى التاريخية والزمانية للموضوع الرئيسي لمؤتمرنا هذا.
وختاماً أكرر شكري وتقديري لبلدنا الثاني الجمهورية اليمنية الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وعلى التسهيلات غير المحددة التي يسرت على المؤتمرين عقد اجتماعم في رحاب العاصمة اليمنية صنعاء التي تزخر بكل ما ينبئ عن الأصالة والإبداع والتاريخ الموغل في القدم فلها ولأهلها ولمن حولها من المدن والقرى المزدهرة وناسها الطيبين التي تشكل اليمن الشقيقة مزيد الاحترام والتقدير والأمل بمستقبل واعد اكثر إشراقاً بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح والتي تأخذ بالأسباب معززة بعزم هذا الشعب الكريم الذي يتنامى دوره لتسارع عجلة التنمية لتحقيق الطموحات ونحن سعداء بما تشهده الساحة اليمنية في هذا الاتجاه الطيب ومن خطوات محسوبة ومدروسة تدل على التخطيط السليم والسياسات الرشيدة.. فدعاء من الأعماق بمزيد التوفيق والنجاح والله الهادي إلى سواء السبيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عقب ذلك تحدث وزراء ومسؤولؤ الشؤون الثقافية في كل من الكويت والجزائر وليبيا وفلسطين وسلطنة عمان والسودان.
وتضمنت الكلمات التأكيد على أهمية مضاعفة الجهود لجعل التعدد والثراء الثقافي الذي تتمتع به الثقافة العربية عنصر التقاء وتلاحماً مستمداً من مجمل تاريخها وإطلالتها على الحضارة الإنسانية من خلال العمل على تحريك الفعل الثقافي العربي ووضع تصور يجعل الثقافة مرجعاً من مراجع التعاطي مع التحديات الراهنة.
وشددت على أن العولمة خيار قادم لا بد من العمل على التأقلم معه والسعي للاندماج فيه دون تفريط بالهوية والخصوصية الثقافية من خلال تطوير قدراتنا الإبداعية وتزويدها بكافة الوسائل التي تتيح لها فرصة الحضور على المشهد الثقافي العالمي.
ودعا الوزراء في كلماتهم إلى تأسيس عمل ثقافي عربي مشترك يحفظ للإرث الثقافي العربي ديمومته ويبعد عن الإسلام كعقيدة سمحاء الشبهات التي لحقتها نتيجة لتصرفات بعض الجماعات المتطرفة.. كما طالبوا بالعمل على إيجاد الآليات المناسبة لوضع حد لعمليات نهب وتهريب الآثار والتراث العربي وتوحيد التشريعات في مجال حماية الملكية الفكرية بالإضافة إلى إنشاء السوق الثقافية المشتركة للترويج للمنتج الثقافي العربي.
وكانت قد بدأت أمس في صنعاء أعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر وزراء ومسئولي الشئون الثقافية في الوطن العربي والذي تعقده المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة اليمنية ويناقش على مدى يومين عدداً من الموضوعات الخاصة بوضع الإستراتيجيات الثقافية وسبل تعزيز العمل الثقافي المشترك، بالإضافة إلى مناقشة وتقييم المشاركة العربية في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
وتشارك المملكة في أعمال هذه الدورة التي تعقد تحت شعار: (دور الثقافة في الحفاظ على الهوية.. فلسطين نموذجاً) بوفد برئاسة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد رئيس الوزراء في الجمهورية اليمنية عبد القادر باجمال أهمية هذه الدورة في تكريس قيم التجديد الثقافي وتأكيد حضور الثقافة العربية الإنساني ودورها في تعميق حوار الحضارات وجعل الثقافة رابطاً أساسياً للعلاقات بين الشعوب لإيجاد عالم أكثر أمناً وسلاماً.
وقال باجمال لقد عاشت صنعاء هذا العام بصفتها عاصمة للثقافة العربية أبهى أيامها وازدانت هذه الأيام بالمشاركة العربية الفاعلة والمتنوعة في فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي 2004م، والتي أكدت أن منبع الثقافة العربية واحد.
وأضاف أن عقد الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر وزراء ومسئولي الشئون الثقافية في الوطن العربي في اليمن يأتي تتويجاً لفعاليات صنعاء بصفتها عاصمة للثقافة العربية وتأكيداً على عمق ومتانة الروابط الثقافية وبحث ما يعزز هذه الروابط وآفاقها المستقبلية.
بعد ذلك ألقى رئيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المنجي بو سنينة كلمة أشار فيها إلى أن هذه الدورة تكتسب أهمية استثنائية بالنظر للتحديات والهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة والتي تستهدف هويتها ومقوماتها، الأمر الذي يؤكد أهمية دور الثقافة في التصدي لهذه الهجمة والحفاظ على الهوية من خلال مد جسور التواصل وتعميق قيم الحوار بين الثقافات والاعتراف بالآخر، وبعيداً عن فكرة تصادم الحضارات.
واستعرض بو سنينة أبرز إنجازات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مجالات التوثيق والنشر والطباعة باتجاه تعزيز العمل الثقافي المشترك، منوهاً بالجهود التي بذلت من أجل التصدي للهجمة التي تعرض لها التراث الثقافي والإنساني في العراق، مشيداً في هذا الصدد بما قدمته المملكة العربية السعودية من دعم لهذه الجهود.
كما تحدثت وزيرة الثقافة الأردنية أسماء خضر، والتي رأست بلادها الدورة الثالثة عشرة لوزراء الشئون الثقافية في الوطن العربي، والتي أكدت في كلمتها على الدور التي تضطلع به الثقافة كحصن منيع في صد ما تتعرض له الهوية العربية من محاولات استهداف وتمزيق هذه الهوية ومقوماتها، مشيرة إلى ما تعرضت له المتاحف والمكتبات في العراق من نهب وتدمير وما تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة من تشويه واستهداف للهوية الثقافية، مشيدة في هذا الصدد بالجهود التي بذلتها كل من الجامعة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لوقف ما يتعرض له الموروث الثقافي في العراق من تخريب وتدمير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved