* مراكش - واس:
بدأت أمس بمدينة مراكش المغربية فعاليات المؤتمر الثالث لمؤسسة الفكر العربي الذي ينعقد برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي وذلك تحت شعار (العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة) وقد افتتح المؤتمر برسالة وجهها العاهل المغربي إلى المشاركين في هذا المؤتمر والتي تلاها شقيق العاهل المغربي الأمير رشيد بن الحسن اشاد فيها بمبادرة مؤسسة الفكر العربي بعقد مؤتمرها الثالث بالمغرب لما تفرضه المرحلة التاريخية الدقيقة التي تمر بها الامة العربية من ضرورة اعادة التفكير في الفكر العربي.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي كلمة أكد فيها أن المؤسسة اختارت كمحور لمؤتمرها الثالث موضوع العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة اعتبارا لكون الامة العربية كانت ولا تزال مطالبة بحسم امرها بين خيارين فإما ان تعتنق ثقافة التغيير الذاتي فتعيد النظر في حاضرها وتعمل على اللحاق بقطار العصر وإما ان تضطر لقبول تغيير بأيدي الغير تحت ذريعة ان الكل يؤثر في الكل داخل القرية الكونية وضمن تشكيل العالم الجديد.
وذكر سموه بمشاريع التغيير والاصلاح التي انهالت على الامة العربية وقال ان لا احد ينكر ان التغيير سنة كونية وضرورة حتمية وان مغايرة الحاضر لمجرد التغيير مشروع فاشل اما التغيير الحقيقي فهو الذي يستهدف تطوير الواقع والارتقاء بالانسان وتذليل سبل الحياة امامه والنظر إلى الثقافة باعتبارها المعين الاساسي لنشاط الفرد الفكري والعملي.
واشار الأمير خالد الفيصل إلى ان السؤال الاكثر إلحاحا الآن في الازمة العربية الراهنة هو هل نحن قادرون بأنفسنا على الاقتناع بثقافة التغيير بمعنى التطوير والاصلاح ومراجعة واقعنا وتعديله مع ما يتطلبه ذلك من جهود حقيقة وقرارات شجاعة على ارض الواقع للدخول إلى مشروع الاصلاح العربي.
وقال سموه ان المأمول من هذا المؤتمر هو الخروج بإجابة عن هذا السؤال المثير من خلال اسهام المشاركين في صياغة مشروع عربي يعتمد على خبراتهم الطويلة بالقضايا العربية والدولية.
واوضح سموه ان مؤسسة الفكر العربي ستطرح كعادتها محصلة المؤتمر بين ايدي اصحاب القرار على المستويين الحكومي والاهلي في العالم العربي.
واستعرض صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل من جانب آخر المشوار الذي تسير عليه مؤسسة الفكر العربي التي نهضت على اكتاف رجال الفكر ورجال المال العرب المهتمين بالثقافة وذلك نحو تحقيق اهدافها في خدمة الامة العربية من خلال عقد مؤتمراتها السنوية وملتقياتها المتخصصة.
واشار سموه إلى المؤتمرين اللذين عقدتهما المؤسسة في القاهرة و بيروت وملتقى التربية العربية الذي انعقد في لبنان حول واقع ومستقبل التربية العربية.. ولفت إلى ان المؤسسة تعد الآن لعقد الملتقى الثاني حول مستقبل التعليم العالي في الوطن العربي في مارس المقبل بالعاصمة اللبنانية.
وافاد سموه ايضا ان المؤسسة تعد لتنظيم الملتقى العربي للترجمة في لبنان في ابريل المقبل وانها قد قامت بطباعة ونشر وتوزيع افضل خمسين اطروحة دكتوراه للباحثين العرب في الجامعات العربية وغير العربية وبكل اللغات كما اشار سموه إلى ان المؤسسة قد اصدرت العدد الاول من المجلة الفكرية الثقافية الشهرية التي تصدرها تحت عنوان (حوار العرب) لتكون منبرا للفكر المتجدد على الساحة العربية وقد قلد شقيق العاهل المغربي الأمير رشيد بن الحسن في الجلسة الافتتاحية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي وسام الكفاءة الفكرية الذي منحه له جلالة الملك محمد السادس عاهل المغرب.
وقدمت المؤسسة هدايا رمزية للعاهل المغربي على رعايته للمؤتمر ولشقيقه الأمير رشيد لرئاسته المؤتمر ولمستشار العاهل المغربي محمد القباج لجهوده من اجل تنظيم هذا المؤتمر.
كما تم تكريم عدد من الرواد والمبدعين والموهوبين جريا على عادة المؤسسة في تكريم الذين اسهموا في مسيرة نهضة الامة في شتى مجالات المعارف والعلوم والذين ابدوا مهارات في مجالات مختلفة ولهم دور ايجابي في مستقبل الامة.
وستتواصل اعمال هذا المؤتمر الفكري العربي على مدى اربعة ايام وسيناقش في جلساتها الرئيسية اربعة موضوعات هي لماذا ثقافة التغيير ونماذج التغيير عند العرب وغيرهم ومنهج التغيير الثقافي وآلياته واخيرا اي مستقبل عربي في ظل ثقافة التغيير.
وسيعقب الجلسات لقاءات حوارية مع شخصيات عربية وعالمية بارزة حول موضوع المؤتمر كما ستناقش ندوتا الاعلام المبرمجتان في المؤتمر موضوعي تأثير الفضائيات على الثقافة العربية وكيف يتعامل الاعلام غير العربي مع ثقافتها.
وللشباب ايضا في هذا المؤتمر ندوتان تتدارس الاولى رؤية الشباب لثقافته على ضوء الانفتاح على الثقافات العالمية والثانية حول مفهومه عن العنوان الذي يطرحه المؤتمر بالاضافة إلى ندوات ومحاضرات مقدمة من قبل الحكومات والمؤسسات الاهلية والمنظمات الدولية.
|