* تحقيق - ياسر المعارك :
تناولنا يوم أمس في الحلقة الأولى اعترافات بعض السعوديين الذين أصيبوا بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) عن طريق العلاقات الجنسية المحرمة وكيف قضت تلك اللحظات الماجنة على مستقبلهم ومستقبل أسرهم من خلال ممارساتهم للرزيلة وسقوطهم في براثن المرض الخطير.
وفي هذه الحلقة تنشر (الجزيرة) ما تم رصده في أوكار تواجد بنات الهوى في عدد من المراقص والنوادي الليلية التي تزدحم بالشباب الخليجي خصوصاً في مواسم السياحة.
أيضا سنلقي الضوء على اعترافات وتجارب المومسات حول بيع أجسادهن.
وإليكم نتائج التحقيق:
*****
(الديسكو) وهو أحد أهم المراكز التي تنطلق منها ساعات المجون حيث يجتمع في الديسكو عدد كبير من الشباب من فئات 17-45 سنة وللأسف أن نسبة الخليجيين في الديسكو في البلدان العربية السياحية تمثل أكثر من 50% وفي ذات الوقت تتواجد الباغيات من جنسيات مختلفة سواء من روسيا أو المغتربات العربيات ويخصص الديسكو ساحة في الوسط لرقص الشباب والبنات مع بعضهم البعض.
ومن المعلوم أن برنامج الدسكو يبدأ في العمل منذ الساعة 12 ليلاً وحتى ساعات الصباح الأولى.
وتعمد بعض مراكز الدسكو إلى منع دخول الشباب بدون أن يكون بصحبته إحدى البنات فماذا يفعل الشباب الخليجي بهذه الحالة يقوم الشباب بدفع ما يساوي 30 ريالاً ويدخل مع أصحابه دون اصطحابهم فتاة.
ويتم استقدام الروسيات والأوكرانيات بتأشيرة (فيزا) بمهنة فنانة ويكون الجو العام في النادي الليلي عبارة عن طرق مختلفة ومتنوعة من عرض الأجساد.
ويتواجد في كل نادٍ ليلي ما يقارب 25-45 فتاة تقوم كل مجموعة مثلاً مكونة من 4 أو خمس بنات بالرقص العاري وذلك بالتناوب حتى تستطيع كل فتاة اصطياد أحد الساذجين البلهاء من الشباب وتقوم بطلب كميات من المشروبات المحرمة، وكلما زاد الشرب زاد الطلب على المزيد والمزيد من الخمور، وهكذا يغيب الوعي ويزداد هدر المال خصوصاً إذا كان الساذج شاباً خليجياً نظراً لسهولة إخراج النقود من جيبه بسرعة عالية دون وعي.
ولا تستطيع الفتاة في النادي الليلي الخروج مع شاب إلا بعد موعد غرامي من اليوم التالي على أن تحدد قيمة الوقت الذي ستمضيه معه الفتاة وتحديد المكان المرتقب!
فنادق (5) نجوم
تتميز غانيات فنادق الخمس نجوم بأسعارهن العالية التي تبلغ 400 دولار وتكون جنسيات الغانيات في الغالب عربية وبالطبع هناك حرص على فخامة الفندق فهؤلاء لا يقمن إلا باصطياد أصحاب المال من الخليجيين الذين يستطيعون دفع هذا المبلغ بالإضافة إلى (البقشيش) السخي الذي لا يعرف التردد!!
النوادي الليلية
اشتهرت النوادي الليلية على مستوى العالم خصوصاً في أداء (الاستربتيز) والمقصود به الاستعراض الجسدي المثير، وتشكل بنات أوروبا والروسيات ما يقارب 95% من العاملات في هذا المجال وهذا النوع من النوادي.
توصيل منازل!
عندما يقوم الشباب الخليجي بسكن إحدى الشقق المفروشة في تلك الدول العربية السياحية فإن أرقام هواتف الشقق وعناوينها تكون محفوظة عن ظهر قلب نظراً لأن الغانيات أصبحن من حمام الدار لكثرة ترددهن من جنسيات مختلفة من السائحات لهذه الشقق فمجرد أن تسكن إحداهن يبدأ الهاتف بالرنين، وتبدأ بالكلام المعسول لتستدرج به السائح (الساذج) المتحدث معها حتى يطلب منها زيارة.
أيضاً يقوم بهذه الخدمة بعض سائقي التاكسي، فمع أول كلمة ينطق بها الراكب بلهجة خليجية أو ظهور بعض مظاهر الثراء كساعة من ماركة عالمية على معصم السائح يبادر سائق التاكسي إلى عرضه (الرخيص) معلناً أن لديه العديد من الغانيات من أعمار مختلفة من 16 - 55 سنة، وأشكال وجنسيات متنوعة.
وخلال جولتنا السياحية التقينا بأحد سائقي التاكسي الذي سألني عن جنسيتي وبعدما أجبته أني سائح خليجي لم يتردد في إبداء تلك النصائح الحميدة حول تجنب غير النظيفات لتجنب الأمراض مبدياً (بكل أدب) أن لديه خمس بنات في عمر الورد ومؤكداً أنهن خاليات من الأمراض حيث قال بالحرف الواحد: (على ضمانتي) وما زلت لا أعلم ما هي ضمانته تلك.
وعندما قاربنا نهاية المطاف مع سائق التاكسي قام بإعطائنا رقم هاتف الجوال الخاص به وترك حرية التفكير في العرض.
اعترافات غانيات
ماري (34) سنة، تتواجد بصفة يومية باستثناء أسبوع من كل شهر في إحدى أشهر ديسكوهات فنادق الخمس نجوم تقول إن اهتمامها خلال فترة الصيف أن تخرج مع السواح الخليجيين وذلك لاستثمار موسم الصيف وجني أكبر قدر من المال، مؤكدة أنها تخرج مع 5 - 7 رجال يومياً بمبلغ قدره 1000 - 1400 دولار أي 200 دولار من كل واحد.
وحول الظروف التي دفعتها لسلك هذا الطريق قالت إن خالها قام باغتصابها وهو تحت تأثير المخدر ومن هذا الموقف تحولت حياتها إلى ما هو عليه.
بالمال أشتري زوجاً!!
أما (خلود) البالغة من العمر 23 سنة فلم ترغب في التعاون بالإجابة على بعض الأسئلة رغم أنني طرحتها بشكل غير مباشر، وبعد عدة محاولات قالت: إن ظروف المعيشة الاقتصادية دفعتها إلى الاتجار بجسدها، فهي تريد أن ترتدي أحلى الملابس وتأكل في أشهر المطاعم وتسكن أرقى الأحياء، فلم يكن لديها أي خيار سوى أن تسلك أقصر الطرق للثراء مؤكدة أن اهتمامها الوحيد الآن هو جمع المال.
وعن مستقبلها بعد 20 سنة مثلاً قالت: عندما أملك المال أستطيع أن أشتري زوجاً.
وأشارت (رانيا) 28 سنة، مطلقة ولديها طفلة (3 سنوات) أنها كانت متزوجة من خليجي كبير السن وبعد قضاء 4 سنوات قام بتطليقها وأخذ الطفلة. وبعد طلاقها لم يكن لديها أي مصدر شريف لتغطية المصاريف اليومية مع تسارع وتيرة الغلاء الاقتصادي، ومع مرور الأيام رضخت لهذه التجارة الرخيصة متمنية الموت على أن تبيع جسدها بشكل يومي في حين أن في داخلها ضميراً حياً لا يرغب بهذا العمل ولكن ما باليد حيلة، وأشارت إلى أن أفضل زبائنها هم صغار الخليجيين والذين تتراوح أعمارهم 20-24 سنة فبعضهم يضعف مع دموعي فيصرف ببذخ عليّ، مؤكدة في ذات السياق أن موسم الصيف هو الأميز لكثرة الخليجيين الأثرياء!
هروب من الرقابة
قام أحد سائق التاكسي باصطحابنا إلى امرأة تبلغ من العمر 45 سنة تدعى (مدام نسرين) وكانت تقطن في أحد الأحياء الشعبية في بناية ذات شارع ضيق. وتقوم هذه المرأة (نسرين) بإدارة شبكة كبيرة من العاهرات بعضهن متزوجات وبعضهن بنات لم يتزوجن وكان لديها دفتران من دليل الهاتف جميعها تحتوي على أرقام البغايا، ومع الحديث الصريح الذي لم يشمله أي حياء حول دورها كشفت أن العديد من كبار السن من الخليجيين يقومون بالاتصال عليها قبل وصولهم إلى هذا البلد السياحي ويطلبون منها تجهيز فتاة حسب المواصفات التي يرغبها وفور وصوله إلى هذه الدولة السياحية ويلتقي بتلك الغانية فيقوم بكتابة ورقة بها عبارة (زوجتك نفسي) بمهر كذا طبعاً من غير شهود ولا ولي ولا غيره فقط حتى تحمي هذا المسن الخليجي من رقابة الآداب.
كذلك كان هناك اعتراف جديد أن العاهرات بدأن في التنكر بالزي المحتشم، فكثير من الغانيات يلبسن الحجاب حتى لا تثير الواحدة منهن الشبهات عندما تقوم بالذهاب إلى شقة مفروشة في بناية محترمة. وبذلك تهرب من عين الرقيب (شرطة الآداب) ولا تثير الشكوك ومن يراها سيعتقد أنها إحدى قريبات أحد الساكنين في العمارة.
شباب ضائع
أثناء تواجدنا في الدسكو التقينا بعدد كبير من الشباب من مختلف الأعمار وفي الغالب شباب خليجي يشكل نسبة السعوديين الأكبر في البداية كان لنا حديث عابر مع (تركي) شاب سعودي عمره 18 سنة جاء مع عائلته للسياحة يقول إنه يذهب في جولات ترفيهية مع العائلة من الساعة 1 ظهراً وحتى 10 مساء وبعد ذلك يقوم بالذهاب مع أصدقائه إلى الديسكو والنادي الليلي وغيره.
وحول توجهه في ممارسات جنسية محرمة أكد (تركي) أنه يخشى الأمراض ولا يريد أن ينهي مستقبله بشكل مبكر خصوصاً أنه في كلية الطب في السنة الأولى في الجامعة.
وأكد أن هناك العديد من الشباب الخليجيين الذين يقصدون السياحة الصيفية بغرض قضاء ساعات ماجنة وهو أمر معلوم غير خفي.
شاب آخر سعودي آخر في الـ23 من عمره دخل الدسكو بصحبة شاب سعودي آخر ولم تمر ساعة ونصف إلا وبوادر فقدان عقلهما وتصرفاتهما
اللامسؤولة ظهرت من مفعول ما شرباه من كؤوس خمر وقاما بالرقص الغريب وعند انتهاء الدسكو مع طلوع ضوء الفجر خرج كل منهما وهو يصطحب فتاة معه.
وفي اليوم التالي التقيت بهذين الشابين في نفس الديسكو وذات الوقت 1.30 صباحاً فتقربت إليهما بطريقة خفيفة وأخذت أحاورهما فخرجت منهما بحصيلة تقول بأنهما يأتيان كل صيف إلى هذه الدولة حتى يقوما بعمل أي تصرف دون وجود رقابة، مشيرين إلى أن عدم وجود أماكن شبابية وحصر الأماكن على العوائل هو الذي دفعهم للسياحة الخارجية للبحث عن متنفس جيد، أيضاً أن تكلفة السياحة منخفضة جداً مقارنة بالمملكة، وأكدا أنهما لم يأتيا للبحث عن الآثار أو العلم إنما البحث عن أمتع الأوقات والسهرات المختلطة وساعات يومية ماجنة.. وحول التكلفة قالا: إنهن يكلفن 10 آلاف ريال لمدة 27 يوماً غير تكلفة السفر!!.
مراهقون.. في الهاوية!!
وفي ناد ليلي آخر قمت بزيارته عند الساعة 2.30 ليلاً وعندما دخلت النادي الذي يقع في قبو أرضي أخذت أطالع وجوه الجالسين لأحدد أي مكان سأجلس فيه وأحصل على معلومة صحفية، فوجدت ثلاثة شباب لا يتجاوزون 18 سنة فجلست على الطاولة التي بجانبهم وأخذت أراقب حركاتهم، وبعد مضي ساعتين تقربت لهم بطريقة جيدة وعن طريق نصيحة بأن يدققوا في الحساب، فهذا النادي الليلي ينصب على الخليجيين، ومن ثم تبادلنا الحديث عن السياحية ورغباتهم، فتبين أن اثنين منهما أبناء عم تخرجا من المرحلة الثانوية لهذه السنة والتحقا بالجامعة وأتيا للسياحة بدون أولياء أمورهما وأنها مكافأة النجاح، أما الثالث فهو صديق لهما في الرياض ولديه دور ثاني في الصف الثالث الثانوي وراسب في مادة واحدة استطاع أن يقنع والده بأن يسافر مع أصحابه ليرفه عن نفسه قليلاً ثم يأتي إلى الرياض حتى يكمل المادة التي رسب فيها.
وحول البرنامج السياحي لديهم قالوا كل يوم نسهر في مكان مختلف دسكو أو ناد ليلي أو مرقص ومن ثم الخروج مع فتيات للهو والسهر في الشقة.. فسألتهم عن مدى قلقهم من اصابتهم بالأمراض الجنسية الإيدز الزهري السيلان، فقال أحدهم إننا نعمل حسابنا جيداً.
الحل
الشباب لبنات المستقبل لأي أمة تطمع أن تكون في مصاف الأمم المتقدمة والعريقة بحضارتها وحاضرها ومستقبلها، ومن خلال هذا التحقيق كشف لنا عدد من ضحايا الشباب اليافع الذي دفع ثمن دقائق قضاها مع شهوات الشيطان فحطم مستقبله وأبكى قلوب محبيه.
إذاً فلا بد من التوعية الصحية والثقافية التي تتكلم وتحلل أخطار العلاقات المحرمة الجنسية وتأثيرها والتي تلعب دوراً كبيراً في زيادة المناعة والرقابة الذاتية للشباب وأول خطوة يجب أن تنطلق منها التوعية الصحية هي المنزل ورب الأسرة بالتحديد فلماذا يخجل الأب من الجلوس مع أبنائه المراهقين ويتحدث بصراحة عن العلاقات المحرمة وتأثيرها مع الفرد والمجتمع، ففي الدول المتقدمة تجد الأب يجالس ابنه ويقوم باطلاعه على مخاطر هذا الطريق وذلك بهدف حماية ابنه من براثن الإيدز واخوانه.. ومن ثم يأتي دور وزارة الصحة فهي المسؤولة عن اصابة نساء برئيات بالإيدز ذنبهم الوحيد عدم وجود قانون يلزم بفحص الأمراض الجنسية قبل الزواج، وأنا لا أعلم وجهة نظر وزارة الصحة حينما أقرت والزمت بالفحص الوراثي قبل الزواج وحذفت فحص الأمراض الجنسية.. في وقت نحن بأمس الحاجة لهذا الفحص.
أيضاً من بين الحلول التي يجب ألا يخجل من أن نناقشها هي مقاصد الشباب من السياحة الخارجية وأنا أقصد هنا نسبة كبيرة وليس الأقلية.
ختاماً نذكر أنفسنا والآخرين بأنه إذا غابت عين الرقيب عنا فإن عين الله ترى كل ما نفعل، وإذا نجونا من عقاب الدنيا فإن الآخرة آتية لا ريب فيها حيث لا ينفع مال ولا بنون.
شفا الله مرضانا ومرضى المسلمين وحمى شبابنا من كل خطر.
|