*طهران - واس:
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - وزير الداخلية - عن أمله بأن يخرج اجتماع وزراء داخلية دول الجوار للعراق، المنعقد حاليا في طهران بالجمهورية الإسلامية الايرانية، بنتائج عملية ومفيدة تخص العراق وأمنه، وأن تعمل دول الجوار على مساعدة العراق. وأوضح سموه - في تصريح صحفي أمس - أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين (حفظهما الله) تقضي بالتعاون الكامل والعمل من أجل تحقيق أمن العراق، ومن أجل أن تكون المملكة مصدرا مريحا للعراق، ومن ذلك ان يشارك سموه اخوانه العراقيين في الوصول إلى اكثر ما يمكن من نتائج عملية مفيدة في ظل الظروف الحالية. وقال سموه: (انني كلفت بنقل تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده إلى القيادة الايرانية، وكذلك التعاون مع ايران في هذا الخصوص).
وأكد سمو وزير الداخلية في إجابته على سؤال عن الخطوات الرامية إلى السيطرة على الاوضاع في العراق بأن ذلك أمر يخص العراقيين. ورأى سموه انه لن يسيطر على ذلك سوى السلطات الموجودة في العراق، وقال: (نحن على اتم الاستعداد لمساعدة العراق في تحقيق أمنه، وهذا ما نتمنى أن يكون منا جميعا كدول للجوار مع العراق، وألا يأتي للعراق منا أي أذى، وهذا ما سنعمل عليه في هذا المجال).
وأشار سموه إلى انه سيتم بحث معالجة موضوع من يتسربون إلى العراق ويتدربون على العمليات الارهابية ويعودون منها كما كانوا في افغانستان، وقال: (اننا نؤكد للعراق بالعمل على ألا يأتي للعراق أي اذى من دولنا وأن نحافظ ونقدم لهم أية مساعدة نستطيع تقديمها).
وقال سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز: (نتمنى ونطلب من السلطات العراقية أن أي مواطن من المملكة العربية السعودية يقع في يد السلطات العراقية يأخذون منه ما يريدون ثم يسلمونه لنا لأنه بالتأكيد تأثر وتشبع بالتوجهات الارهابية.. فيهمنا ان نعرف ما لديه ونتعامل معه مثل ما نتعامل مع الآخرين من ناحية الوصول إلى الحقائق، ومن ناحية احالته للقضاء ليقول ما يراه فيه).
ورأى سموه ان تسلل بعض الارهابيين إلى العراق امر حاصل، وقال: (انني اتكلم باسم المملكة.. والخشية من أن يكونوا كُثُر.. هذا أمر يهمنا.. واذا كنا على أتم الاستعداد لمساعدة العراق فنرجو أن يؤخذ هذا بعين الاهتمام وألا يكون العراق مكانا لتدريب الارهابيين، وقد يكونون سعوديين مثل ما كان في افغانستان).
وفي رد سمو وزير الداخلية على سؤال عن إمكانية تدريب الشرطة العراقية في المملكة قال سموه: (نحن يسعدنا أن ندرب الشرطة العراقية تدريبات أمنية.. والمملكة سنقدم ما نستطيعه من مساعدات للاشقاء في العراق).
وقد بدأت أمس الأول في طهران أعمال مؤتمر وزراء داخلية دول الجوار للعراق والتي تضم المملكة العربية السعودية والكويت والاردن وسوريا وتركيا وايران بالاضافة إلى مصر والامم المتحدة.
ويرأس وفد المملكة إلى المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
وقد ألقى سموه كلمةً في أعمال المؤتمر فيما يلي نصها: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين. اصحاب المعالي وزراء الداخلية في دول الجوار للعراق الشقيق.. معالي وزير الداخلية في جمهورية مصر العربية الشقيقة معالي ممثل الامين العام لهيئة الامم المتحدة.. أصحاب السعادة..أيها الاخوة الحضور.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسرني في البدء أن أتوجه بخالص الشكر ووافر التقدير للجمهورية الإسلامية الايرانية قيادةً وشعباً لاستضافتها لهذا الاجتماع المهم لدول الجوار للعراق الشقيق، وأخص بالشكر معالي الاخ سيد عبدالواحد موسوي لاري - وزير الداخلية في الجمهورية الإسلامية الايرانية - على ما بذله من جهد موفق لعقد هذا الاجتماع وتهيئة سبل نجاحه بإذن الله تعالى.
أيها الاخوة..
ان ما حلَّ بالشعب العراقي الشقيق من أعمال قتل وتشريد وترويع للآمنين وفوضى جعل الارض العراقية مسرحا لجرائم عديدة بحق الانسان العراقي وكرامته وأرضه وعرضه.. وبات ذلك متاحا لكل من يدعي الدفاع عن العراق والعراقيين سواء من أبنائه الذين يبررون أفعالهم بمحاربة القوى العسكرية فيه وردع من يتعاون معها.. أو ممن يدعون أنهم يهدفون بافعالهم إلى استقرار العراق والتصدي لمن يقف في سبيل تحقيق ذلك.. وأصبح العراق وشعب العراق الضحية الحقيقية لأصحاب تلك النوايا التي حرمت أبناء العراق من نعمة الامن والاستقرار، وألحقت بهم خسائر فادحة نالت من معنوياتهم وثقتهم في مستقبل واعد كغيرهم من شعوب هذا العالم .. وفي الواقع لم يعد الوضع العراقي يشكل خطراً على مستقبل العراق وأبنائه فقط .. وإنما بات تهديدا واضحا وخطيرا على الامن والاستقرار في المنطقة.. وعلى الامن والسلم الدوليين بحكم أهمية ومكانة هذه المنطقة في المجتمع الدولي وتأثيرها على مناحي الحياة فيه.. وهو ما يتطلب من الجميع وفي مقدمتهم دول الجوار الوقوف إلى جانب العراق في محنته ومساعدته في تجاوزها والعمل على كل ما يسهم في تحقيق أمنه واستقراره وسلامة أبنائه ومقدراته، وهو واجب يمليه علينا ديننا الحنيف وتدعو اليه قيم الاخوة والجوار والانسانية.
ان في افتقاد العراق امنه وتعطيله عن دوره المهم والحيوي في محيطة العربي والإسلامي والانساني خسارة لنا جميعا؛ لما قد يتركه ذلك الوضع من أثر سلبي على الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم وتعريض أوضاعها الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لأشد المخاطر.. ولكننا مع كل ما حلَّ بالعراق واثقون كل الثقة في قدرة أبناء العراق على تحمل مسؤولياتهم تجاه وحدة وطنهم وسلامة أراضيه واستقلاله لكي يتجاوز هذه المخاطر ويخرج منها بإذن الله تعالى قويا متحدا.
أيها الاخوة ..
إن مواجهة ظاهرة الارهاب وخطرها المدمر على الفرد والامة لن تتأتى فقط بإغلاق الحدود ومنع تسلل الارهابيين على الرغم من أهمية ذلك ووجوبه.. ولكن لابد أن يكون هناك فهم حقيقي لابعاد هذه الظاهرة وأسسها الفكرية والعقدية ودوافعها ومن يقف وراءها.. ووجود تعاون جاد من كافة الدول والهيئات والمنظمات والشعوب في التصدي لخطر الارهاب والارهابيين الذي لا يستثني أحدا في تحقيق غاياته الشريرة، والذي بات وسيلة حرب يستثمرها الاعداء في تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه في حروبهم التقليدية.
أيها الاخوة..
إن مكافحة الارهاب أيا كان مصدره والمتضرر منه يقع في صلب أوليات ديننا الإسلامي الحنيف، وفي مقدمة مصالحنا الوطنية العليا، وان الاحداث التي شهدها العالم مؤخرا ويعيش تداعياتها تستوجب من دولنا التشاور والتنسيق المستمرين حيال ما أصبح يعرض أمن المنطقة لأشد المخاطر.. وفي الحقيقة على الرغم مما بذل وتبذله دولنا من جهود كبيرة متواصلة لمحاربة الارهاب بكل دوافعه وأشكاله.. الا أن ما تقوم به إسرائيل في الارض الفلسطينية يمثل مصدرا من مصادر التأجيج الارهابي.. ولا شك أن مما يضعف من روح التضامن في حرب مكافحة الارهاب هو تجاهل حقيقة ما تمارسه إسرائيل من أعمال ارهابية على نحو سافر وفي حق شعب أعزل فَقَدَ كل مقومات الحياة وأصبح يواجه حربا جائرة تريد أن تستأصل انسانيته وكرامته بعد أن سلبته قوت يومه وليلته وجردته من الملبس والمسكن وجعلته يعيش ظروفا معيشية صعبة.
كما أن مما يضعف جهود مكافحة الارهاب تجاهل أن دولنا في مقدمة الدول التي بذلت جهودا متميزة في التصدي للارهاب والارهابيين ومنذ زمن بعيد سبق ما شهده العالم من أحداث مؤخراً.. وهي أيضا في مقدمة الدول المتضررة من الارهاب الا أنها في نفس الوقت الذي يطلب منها مساندة الجهد الدولي في مجال مكافحة الارهاب تواجه حملات شرسة تتهمها بالارهاب عقيدة وانتماءً .. وباتت تُحاكَم أمة بأفعال أفراد خرجوا عن الجادة ولا يمثلون أممهم أو دينهم الذي يحارب الارهاب ويستنكر العنف ويصون كرامة الانسان ويحث على اللين في القول والتعامل ويقوم على العدل والانصاف والسماحة وحسن المعاملة.
أيها الأخوة.. في ختام كلمتي أرجو المولى - عزّ وجلّ - أن يكون في اجتماعكم وتشاوركم ما يسهم في مواجهة التهديدات المتزايدة التي يشكلها تفاقم الاوضاع الامنية المتردية في العراق الشقيق ويشعر اخواننا أبناء الشعب العراقي الكريم أننا جميعا معهم .. نتألم لألمهم..ونفرح لفرحهم ويحدونا الامل في أن يجنبهم الله خطر الانقسام ومخاطر التفرق والتناحر.
بارك الله جهودكم.. وسدد على طريق التوفيق والصلاح خطاكم.. وجعل اجتماعكم اجتماعا مباركا لما فيه خير دولنا وسعادة وأمن العراق الشقيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان معالي وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري قد استهل أعمال المؤتمر بكلمة أكد فيها ان العمليات الارهابية وخطف الافراد والتفجيرات في العراق لا تؤدي الا لاستمرار تواجد القوى الاجنبية في هذا البلد.
وأعلن معاليه عن استعداد بلاده للتعاون بشأن التصدي لظاهرة تهريب السلاح عبر الحدود مع العراق وتعزيز عملية ضبط الحدود للحيلولة دون تسلل الارهابيين إلى العراق واعادة تأهيل الشرطة فيه.
وقال إن بلاده تدعم الشعب العراقي لتقرير مصيره وإنهاء تواجد القوات المحتلة في العراق، معلنا في الوقت نفسه تأييد بلاده لاجراء الانتخابات في العراق في موعدها المحدد.
وألقى نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري كلمةً أمام المؤتمر أبرز فيها ما يمر به العراق من ظروف عسيرة، مشيراً إلى ان العملية الامنية في العراق اصبحت معقدة للغاية. واستعرض الجرائم التي ارتكبها رئيس النظام العراقي السابق بحق دول الجوار والشعب العراقي. ودعا إلى إرساء الثقة والمحبة بين الدول المجاورة للعراق، موضحا ان ابناء الشعب العراقي لن ينسوا موقف دول الجوار إلى جانبهم في هذه الظروف الصعبة.
كما ألقى معالي وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب كلمةً اكد فيها ان الحكومة العراقية ذات سيادة وتحرص على سلامة ابناء الشعب العراقي. وطلب من دول الجوار مساندة العراق في عملية ضبط الحدود لمنع تسرب الارهابيين إلى هذا البلد.
من جانبه شدد ممثل الامم المتحدة للشؤون العراقية اشرف جهان غير على ضرورة حفظ الامن على حدود الدول المجاورة للعراق.
وعبر عن أمله بالتوصل إلى اجماع لمساعدة العراقيين في استتباب الامن في العراق. عقب ذلك رفعت أعمال الجلسة الاولى للمؤتمر.
سموه استقبل نظيره المصري
من جهة ثانية استقبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - وزير الداخلية - في مقر إقامة سموه بقصر سعد أباد بطهران معالي وزير الداخلية المصري حبيب ابراهيم العادلي.
وتم خلال الاستقبال تبادل الاحاديث الودية وبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وحضر اللقاء من الجانب السعودي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ايران الدكتور ناصر بن أحمد البريك ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث بالنيابة اللواء سعود الدواد. كما حضره من الجانب المصري نائب مدير الادارة العامة للاعلام والعلاقات اللواء حمدي عبدالكريم ومدير العلاقات الدولية اللواء مروان مصطفى.
يلتقي وزير الداخلية الايراني
كما قام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - وزير الداخلية - بزيارة لمعالي وزير الداخلية الايراني عبدالواحد موسوي لاري.وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
حضر اللقاء من الجانب السعودي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ايران الدكتور ناصر بن أحمد البريك ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث بالنيابة اللواء سعود بن صالح الدواد، كما حضره من الجانب الايراني مساعد وزير الخارجية الايراني علي أصغر خاجي.
سموه يشرِّف حفل عشاءنظيره الإيراني
من جهة ثانية شرَّف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية مساء أمس الأول حفل العشاء الذي أقامه معالي وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري تكريماً لوزراء داخلية دول الجوار للعراق الذين يعقدون اجتماعهم حالياً في طهران. وحضر حفل العشاء الوفد الرسمي المرافق لسمو وزير الداخلية.
سموه يستقبل
النقيب وأبوكركي
كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بمقر اقامة سموه بقصر سعد اباد في طهران مساء أمس معالي وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب.
وجرى خلال اللقاء بحث اهم القضايا المشتركة بين البلدين الشقيقين والمستجدات على الساحتين الدولية والاقليمية.
حضر اللقاء الوفد الرسمي المرافق لسمو وزير الداخلية. كما استقبل الأمير نايف بن عبدالعزيز بمقر إقامة سموه بقصر سعد اباد في طهران الليلة الماضية معالي وزير التنمية الاجتماعية الأردني رياض أبو كركي والوفد المرافق له.
وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين.
وقد حضر اللقاء الوفد الرسمي المرافق لسمو وزير الداخلية.
|