* دمشق - الجزيرة:
سواء كان عدد المتظاهرين في لبنان مليونا أو أقل أو ربما أكثر فإن الرقم لم يعد مهما اليوم بعد حالة الانقسام الواضحة تجاه حالة مصيرية في لبنان.
فإذا كان القرار 1559 يحمل داخله الكثير من الأسئلة التي تحتاج فعلا لاعتراض ومساءلة من قبل الجميع في لبنان وسورية، فإن الاعتراض لم يعد مهما بقدر البحث عن الآليات القادرة على الخروج من هذا الضغط اليوم باقل الخسائر إن لم يكن ببعض المكاسب.
ومع الأخبار المرتبطة بمظاهرة المليون فإن الحدث يحمل الكثير من التصريحات حول الانسحاب السوري من لبنان، وفي وضعية معاكسة عدم تخلي سورية عن لبنان وفق بعض التقارير فهل باستطاعتنا فهم الوضع الإقليمي بشكل دقيق؟
بالطبع فإن العلاقة السورية - اللبنانية قبل القرار 1559 مختلفة عنها اليوم، وهذا الاختلاف لا ينبع من درجة الهبوط في الحرارة ما بين دمشق وبيروت، بل في فهم الظروف المؤثرة عليها، أو حتى في رسم آفاق لها فهذه العلاقة التي يمكن أن نتجاوز السياسة فيها مرتبطة إلى حد بعيد بالوضع الإقليمي عموما، والصراع على لبنان اليوم يختلف في جوهره عما جرى في سبعينيات القرن الماضي، فالمصالح الدولية لم تعد تبحث عن علاقات داخل توازن الرعب، والعمل الدولي يتجه نحو التجاوب في عمليات التهدئة حتى ولو على حساب الشعوب وهذا ما نشهده على الأقل في فلسطين.
تظاهرة المليون تم التحضير لها حزبيا وهي تعبر عن إرادة مؤسسات سياسية، ولا يمكن أن تبقى فكرة (المؤيد أو المعارض) لسورية هي الفكرة التي تقودنا للتحليل.. لكننا لا يمكن ان نقبل ببقاء العلاقة السورية - اللبنانية ضمن الأطر السياسية.. وربما نعيد تكرار مقولة قديمة فهذه العلاقة أغلى من أن تبقى أسيرة السياسة.
|