* كييف - الوكالات:
كثف وسطاء دوليون من جهودهم أمس الأربعاء لحل الأزمة الأوكرانية المستمرة منذ عشرة أيام بشأن انتخابات رئاسية متنازع عليها بعد انهيار محادثات بين الفصيل الموالي للغرب والفصيل الموالي لروسيا.
ووصل الرئيسان البولندي الكسندر كفاشنيفسكي والليتواني فالداس ادامكوس صباح أمس الأربعاء إلى كييف للتوسط في حل الأزمة الأوكرانية السياسية، وقد وصل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا من جهته مساء أمس إلى العاصمة الأوكرانية.
ومن المقرر أن يلتقي الوسطاء الأوروبيون ورئيس مجلس الدوما الروسي بوريس غريزلوف زعيم المعارضة فيكتور يوتشينكو والرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما ورئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش.
ودعا الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة التي أدت إلى تفجر احتجاجات حاشدة في الشوارع وهددت بتمزيق الجمهورية السوفيتية السابقة.
وقال بوش في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي بول مارتن من المهم جداً ألا يتفجر العنف هناك ومن المهم الإصغاء إلى إرادة الشعب.
وصرح بوش بأنه تحدث هاتفياً إلى الرئيس البولندي الكسندر كفاسنيفسكي أحد الوسطاء الدوليين الذين يحاولون التوسط لإنهاء جمود الموقف الذي أصاب الحكومة بالشلل وبدأ في الإضرار بالاقتصاد الأوكراني.
وتصر المعارضة في أوكرانيا أن مرشحها فيكتور يوشتشينكو حرم من الفوز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 21 نوفمبر - تشرين الثاني بسبب الغش وحشدت عشرات الآلاف من أنصارها في الشوارع وانسحبت أمس من محادثات مع السلطات لصالح (لقوة الشعب).
ويطالب يوشتشينكو الليبرالي الذي يسعى إلى اتخاذ خطوات تدريجية تجاه غرب أوروبا بإجراء انتخابات جديدة على وجه السرعة واعترض على نتيجة الانتخابات أمام المحكمة العليا التي ستنعقد لليوم الثالث لفحص مزاعم بارتكاب تزوير متكرر في الانتخابات.
وكانت الأزمة قد تفجرت حين أعلنت السلطات فوز رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش بالرئاسة والذي يرى أن إقامة علاقات أوثق مع روسيا المجاورة من أجل رخاء أوكرانيا في المستقبل مسألة حيوية.
واجتمع البرلمان أمس لليوم الثاني على التوالي لبحث اقتراح من المعارضة بإقالة يانوكوفيتش وحكومته استناداً إلى سوء الإدارة وإثارة النزعة الانفصالية في شرق أوكرانيا الأكثر قوة اقتصادياً والذي يتحدث سكانه الروسية.
وتدفق محتجون من المعارضة على مبنى البرلمان بعد أن فشل في مناقشة اقتراح سحب الثقة من الحكومة.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي وصل إلى العاصمة الأوكرانية كييف أمس والتقى بالرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما: إنه يجب أن يكون أي حل في الإطار القانوني لأوكرانيا مستبعدا أي استخدام للقوة.
وكان جميع الوسطاء قد شاركوا في محادثات جرت في كييف الأسبوع الماضي أسفرت عن (مجموعة عمل) شارك فيها الطرفان المتنافسان في أوكرانيا التي استقلت منذ 13 عاماً فقط وتقع بين دول الاتحاد الأوروبي الموسع وروسيا التي كانت تابعة لها لقرون.
ولم يتضح بعد ما إذا كان لدى الوسطاء أي اقتراحات جديدة لإنهاء جمود الموقف خاصة بعد انسحاب المعارضة من المحادثات مع معسكر يانوكوفيتش، ويبدو أن روسيا التي تساند يانوكوفيتش بدأت توافق على فكرة إجراء انتخابات جديدة.
وقال بيان للحكومة الألمانية: إن بوتين والمستشار الألماني جيرهارد شرودر سيحترمان نتيجة أي انتخابات جديدة، لكن لم يرد في بيان للكرملين ذكر إجراء انتخابات جديدة. وأزمة الانتخابات الأوكرانية وهي نسيج معقد من الدعاوى المتضاربة والقوانين الرديئة والأكاذيب الفاضحة والتهديدات بحرب أهلية.
والآن صار الأمر بيد أناتولي ياريما لتقرير ما يتعين عمله، وياريما 49 عاما هو نائب قاضي قضاة المحكمة العليا في أوكرانيا.
فبوصفه كبير المتخصصين في القانون المدني بالمحكمة العليا فإنه صار في بؤرة الاهتمام الوطني بوصفه الرئيس الفعلي لجلسات الاستماع اليومية المتعلقة بالانتخابات المثيرة للنزاع تلك التي شهدتها أوكرانيا في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقد فاز رئيس الوزراء فيكتور يانكوفتش بفارق ضئيل على رئيس البنك الوطني السابق فيكتور ياشينكو الذي زعم أنه جرت عمليات تزوير واسعة النطاق ويقوم محاموه يومياً الآن باستعراض الأدلة على ذلك أمام ياريما والباقين من أعضاء هيئة المحكمة.
|